في الذكرى الخامسة والخمسين لرحيل الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، كشف نجل الزعيم عبد الحكيم عبد الناصر عن تفاصيل دقيقة وحصرية عن الساعات الأخيرة في حياة والده، مؤكدًا أن الوفاة جاءت بشكل مفاجئ ودون أي مؤشرات مسبقة، تأتي هذه التصريحات في سياق إعادة تقييم تاريخ الزعيم الوطني ومسيرته السياسية والاجتماعية التي أثرت في تاريخ مصر الحديث.
الساعات الأخيرة في حياة عبد الناصر
قال عبد الحكيم عبد الناصر في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج «بالورقة والقلم» عبر قناة TeN، إنه كان وقتها في مرحلة الثانوية العامة، وأن وفاة والده لم تكن متوقعة على الإطلاق. وأوضح أن عبد الناصر حضر قبل أيام قليلة مؤتمر القمة العربي في فندق هيلتون، الذي انعقد على خلفية أحداث سبتمبر الأسود والمذابح الفلسطينية، حيث التقى الملك فيصل وأمير الكويت قبل العودة إلى القاهرة.
وأضاف نجل الزعيم أن عبد الناصر كان يتحدث معه عن أهمية التعليم والحصول على مجموع جيد، ولم تظهر عليه أي مؤشرات لتدهور حالته الصحية. كما أجرى قبل وفاته رسم قلب، وكانت نتائجه طبيعية، إلا أنه في يوم الوفاة شعر بتعب شديد، وتدخل الأطباء لإنقاذه، لكنه فارق الحياة بعد ساعتين فقط.
جنازة عبد الناصر: الحشود المليونية تعكس مكانته
استعاد عبد الحكيم عبد الناصر لحظة الجنازة، قائلًا: «كنا نسير خلف النعش، وما إن وصلنا إلى كوبري قصر النيل حتى اندفعت الجماهير نحونا، ولم ينقذني في تلك اللحظة سوى حسين الشاذلي». وأكد أن الحشود المليونية التي خرجت لتشييع جنازة عبد الناصر، والتي قدرت بما بين 30 إلى 32 مليون مواطن، كانت ردًا عمليًا على من ادعوا أن عبد الناصر انتهى سياسيًا بعد هزيمة 1967.
مشروع عبد الناصر الوطني: بناء العدالة الاجتماعية
أوضح عبد الحكيم عبد الناصر أن مشروع والده كان يهدف إلى إعادة التوازن إلى المجتمع المصري الذي كان يعاني من هيمنة قلة صغيرة على الثروة والسلطة، مع التركيز على بناء مجتمع لصالح المواطن المصري. وقال: «كانت رؤية والدي تقوم على خدمة الوطن والمواطن، لا على حسابه كما كان الحال في العهود السابقة».
وأشار إلى أن جماعة الإخوان، ومعها بقايا القوى السياسية كحزب الوفد، حاولت التأثير على الرئيس محمد نجيب بعد ثورة يوليو، ونجحت في استغلال أزمة مارس 1953، لكن مجلس قيادة الثورة أصدر في يناير 1954 قرارًا بحل الجماعة، وهو القرار الذي مضى محمد نجيب عليه على مضض.
الإخوان ومحاولات تشويه صورة عبد الناصر
أكد عبد الحكيم أن جماعة الإخوان حاولت بعد وفاة عبد الناصر تهيئة المسرح لنشر ما وصفه بـ «أكاذيب» للنيل من سيرة والده. وأضاف: «حادثة محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1954 كانت تمثيلية إخوانية للتشويه، كما روّجوا لروايات كاذبة عن اضطهاد محمد نجيب والتعذيب في السجون، وهي قصص لا يصدقها عقل». وأشار إلى أن الجماعة لم تكن تعترف بالوطن، وأن مشروع عبد الناصر سيظل شاهدًا على سعيه لبناء دولة العدالة الاجتماعية والمواطنة.
عبد الناصر بين الحقيقة والشائعات
تعد حياة عبد الناصر مليئة بالمواقف التي حاول البعض تشويهها بعد وفاته. وأكد نجل الزعيم أن كثيرًا من الأكاذيب نُسجت بهدف تقليل دوره الوطني، مشيرًا إلى أن مشروعه السياسي والاجتماعي كان واضحًا في خدمة مصر والمصريين. وأضاف: «الروايات الكاذبة التي تم تداولها بعد رحيل والدي لم تؤثر على الحقيقة التاريخية، وما زالت سيرة عبد الناصر تُروى كشاهد على الوطنية والإخلاص».
دور عبد الناصر في الدفاع عن مصر وأحداث سبتمبر الأسود
استعرض عبد الحكيم عبد الناصر مشاركة والده في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد على خلفية أحداث سبتمبر الأسود والمذابح الفلسطينية، مشيرًا إلى أن عبد الناصر كان حريصًا على تعزيز التضامن العربي والتصدي للتحديات الإقليمية في ذلك الوقت. وقال: «والدي لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل كان رمزًا للوطنية والمبادئ الإنسانية التي أسست لسياسته العربية».
الإرث السياسي والاجتماعي لعبد الناصر
يرى محللون أن مشروع عبد الناصر الوطني أسس لمبادئ العدالة الاجتماعية والمواطنة في مصر، وكانت له دور بارز في تحسين مستويات التعليم والصحة والإسكان، إلى جانب الإصلاح الزراعي وتوطيد الصناعة الوطنية. كما أن قراراته السياسية والإصلاحية أسهمت في بناء دولة حديثة تركز على مصالح المواطنين.
ذكرى رحيل عبد الناصر وأهميتها التاريخية
توافق الذكرى الخامسة والخمسين لرحيل عبد الناصر اليوم 28 سبتمبر، وهي مناسبة وطنية للتذكير بمبادئ الزعيم الراحل وإنجازاته التاريخية. وتعتبر هذه الذكرى فرصة لإعادة تقييم إرثه السياسي والاجتماعي ومواجهة الشائعات التي حاولت تشويه صورته بعد الوفاة.
تأثير عبد الناصر على الأجيال القادمة
لا يزال إرث عبد الناصر مصدر إلهام للأجيال الجديدة، حيث يمثل نموذجًا للقيادة الوطنية والالتزام بالمبادئ. وتُظهر شهادات نجل الزعيم كيف أن عبد الناصر كان ملتزمًا بقضايا الوطن والمواطن، وهو ما يجعله رمزًا خالدًا في التاريخ المصري الحديث.
في الذكرى الخامسة والخمسين لرحيل جمال عبد الناصر، تكشف شهادة نجل الزعيم عبد الحكيم عبد الناصر عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة والده، وتسلط الضوء على مشروعه الوطني وإنجازاته السياسية والاجتماعية. كما تؤكد الشهادة استمرار إرث عبد الناصر في مواجهة الشائعات التي حاولت تقليل دوره الوطني، وتبرز أهمية إعادة قراءة التاريخ المصري لفهم رؤية الزعيم ومبادئه التي شكلت جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر الحديث.
من خلال هذه الرواية، يمكن التأكيد على أن عبد الناصر لم يكن مجرد رئيس دولة، بل قائدًا وطنيًا أثرى الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، وجعل العدالة الاجتماعية والمواطنة هدفًا أساسيًا في جميع سياساته، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الأمة المصرية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















