كتب ملازم٢ / إياد العبيدي:
من هنا، من صحوة الريح التي تهب بعبق التاريخ، من عمق الذاكرة المتجذرة في ترابٍ سَقَتْه دماء الأنبياء وحكمة الأجداد. من أرض الأحقاف المباركة، من أرض السواعد السمراء التي تحمل في أُوارها لهيب الحق، وبأس المقاتل الذي يرى في أرضه قدسَ أقداسه. اكتملت الصورة، واتضح المشهد. إن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.
هذا ليس تحريراً، هذا اغتسال للأرض من لعاب أذناب الزيود.
هذا ليس تحريراً، هذا سحقٌ للهشاشة الإخوانية المتجذرة كالغبار في المسام.
إنها حضرموت، لا حجة بعد اليوم، لا تردد، لا مساومة مع الظل، ولا هدنة مع الطارئين على نبض الأرض.
إنها معركة اغتسال دولتنا المنتَظَرة من كل خلل أيديلولجي أو جغرافي. حضرموت اليوم ليست سوى الواجهة الجنوبية التي ترفض أن تكون خاضعة لخطاب صنعاء المفرغ وأبواقه.
لا عودة للشكل الذي كان. ستسقط كل الأوراق التي لعبت على طاولة الفوضى.
لا يمكن اجتثاث الورم إلا ببترٍ حاسم. هكذا كان المشهد منذ وطأة القدم الأولى المنضبطة لقواتنا.
هي إرداة شعب لا يقهر. لم نعد نقبل المنافي الإخوانية في جونا، ولا عنف الزيدية المتطاول على هامتنا. ليست لعبة تراويح، هذا مصيرٌ محتوم.
حضرموت عادت.
أجل.
ليس وهماً، بل واقعاً عسكرياً نزف من أجله خيار العزة والكرامة.
لا بقاء لأي مشاريع توسعية، ولا مكان لأي طامع في هذه الأرض العظيمة، سنكسر شوكة كل غاز، ونفشل كل المؤامرات التي تحاك في الظلام. ستعود حضرموت من البوابة الجنوبية، شامخة، عزيزة، لتشرق من جديد، منارةً للعلم، وقلعةً للصمود والإباء.
ها هو الشرق يشرق من الجنوب، ها هي النهاية المحتمة لكل مشروع غريب على هذه الأرض المتأصلة. أكملوا العمل، لا تراجع. لا هدنة. الرجوع مستحيل. النصر حتى آخر شبر.
حضرموت العظمى اليوم نفضت عنها رمال التخاذل. فسلامٌ على كل حرٍّ لبى النداء، ولا عزاء لكل خائن منبطح.

















