شهد وادي حضرموت فجر الأربعاء تحولاً مفصلياً في تاريخ الجنوب، إذ لم تكن العملية مجرد تحرك عسكري عابر، بل صفعة رمزية لمفهوم الهيمنة الشمالية بعد الوحدة واحتلال الجنوب، التي تجسدت عبر سيطرة المنطقة العسكرية الأولى على مفاصل الوادي. العملية أكدت قدرة الجنوب على استعادة قراره الوطني، وكسر نفوذ طويل الأمد لم يكن الهدف منه سوى الهيمنة والتحكم بأمن الجنوب واستغلال موارده، وفتحت صفحة جديدة من الكرامة الأمنية والاستقرار لأبناء الوادي.
“بسالة وتخطيط دقيق في اقتحام مواقع القيادة والمعسكرات”
أظهرت القوات المسلحة الجنوبية مستوى عالياً من الاحترافية والبسالة خلال اقتحامها لمعسكرات ومواقع قيادة المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت. فقد سبقت العملية مراحل دقيقة شملت جمع المعلومات، ودراسة مواقع القوة والضعف، وقطع خطوط الإمداد الحيوية التي كانت تعتمد عليها هذه القوات لعقود، قبل الانتقال إلى التنفيذ المباشر على الأرض.
هذا الإعداد المنهجي مهّد الطريق أمام تقدم سريع وحاسم، حيث نفّذت القوات الجنوبية عمليات اقتحام نوعية استهدفت الثكنات ومراكز القيادة التي كانت تمثل رمزاً للهيمنة العسكرية الشمالية وامتداداً لإرث ما بعد الوحدة واحتلال الجنوب. وفي غضون ساعات، انهارت خطوط الدفاع الأولى للمنطقة، وتهاوت المواقع التي طالما عُرفت بتشديد قبضتها على الوادي والصحراء.
النتائج الميدانية: انهيار، فرار، أسر وغنائم
توثّق المصادر الميدانية انهيار صفوف المنطقة العسكرية الأولى بالكامل، مع: فرار جماعي لعناصرها بين المزارع والطرق الصحراوية.
• ترك مواقع حساسة ومخازن أسلحة.
كما أسفرت العملية عن استعادة معدات عسكرية كبيرة تم نهبها في حرب 94 ابرزها:
• دبابات حديثة ومتوسطة.
• طائرات مسيّرة وعتاد قتالي جوي.
• مدرعات وأطقم متنوعة.
• مخازن أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.
وتعد هذه الغنائم الأكبر منذ تحرير العاصمة عدن، ما يعكس حجم الانهيار في صفوف المنطقة العسكرية الأولى.
“بداية مرحلة جديدة في حضرموت”
قال نائب رئيس المجلس الانتقالي اللواء احمد سعيد بن بريك ان قواتنا الجنوبية أثبتت بسالة عالية وفرضت سيطرة كاملة على مواقع كانت معاقل للعناصر الإرهابية والخارجة عن القانون. ما تحقق في حضرموت هو بداية مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار.”
“المجلس الانتقالي: حضرموت لم تعد ممراً للإرهاب والهيمنة الشمالية”
أكد البيان الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن العملية جاءت بعد استنفاد كل الوسائل لإعادة الأمن والاستقرار، وأن المنطقة العسكرية الأولى كانت منصة لتهريب السلاح للحوثيين وحاضنة للتنظيمات الإرهابية، و”الرئة التي يتنفس منها الحوثي والإخوان والتنظيمات الخارجة عن القانون”.
“حضرموت تعود لأبنائها بعد عقود من الظلم”
أكد مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس قطاع الصحافة والإعلام، د. صدام عبدالله، أن العملية العسكرية الجنوبية أعادت وادي حضرموت إلى حضن أهله بعد أكثر من ثلاثة عقود من السيطرة الظالمة والتمييز المنهجي. وأشار إلى أن المنطقة العسكرية الأولى، التي كانت تمثل امتداداً للهيمنة الشمالية بعد الوحدة، تحولت خلال سنوات طويلة إلى حاضنة للتنظيمات الإرهابية ومصدر معاناة مستمرة لأهالي الوادي.
وأضاف د. صدام أن العملية لم تكن مجرد تغيير ميداني، بل نقطة تحول استراتيجية تضع الوادي على طريق الأمن والاستقرار والتنمية، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة من الكرامة والحرية لأبناء حضرموت، الذين خرجوا معبّرين عن فرحتهم ودعمهم للجنوب بكل وضوح. وأوضح أن العملية تؤكد قدرة القوات المسلحة الجنوبية على حماية الأرض وإدارة شؤونها، وضمان أن المستقبل الواعد يبدأ بأيدي أبنائها وبحماية قواتها المقاتلة
“الأثر الاستراتيجي — إعادة رسم خارطة القوة في الشرق”
محللون عسكريون يرون أن السيطرة على وادي حضرموت تجاوزت الجانب الميداني، لتعيد هندسة موازين القوة في شرق الجنوب، وطرد أي نفوذ شمالي سابق كان يستغل الأرض لأغراض سياسية وعسكرية واقتصادية. التحرك يمدّ بوصلات أمنية واستراتيجية حتى المهرة، مع التركيز على تفكيك شبكات تهريب وإرهاب.
“ردود الفعل الشعبية والإعلامية”
تفاعل أهالي الوادي كان واسعاً، إذ خرجت حشود في مسيرات تلقائية تعبيراً عن الفرح والامتنان للقوات الجنوبية، كما انتشرت وسوم داعمة على منصات التواصل:
#المستقبل_الواعد_حضرموت_تنتصر
ختاماً.
عملية “المستقبل الواعد” تمثل نقطة تحول تاريخية في المشهد العسكري والسياسي للجنوب. الانتصار السريع والحاسم يعيد رسم خريطة القوة في وادي حضرموت، ويؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والتنمية، ويبعث رسالة واضحة إلى كل القوى الشمالية والداخلية بأن زمن الهيمنة والعبث قد ولّى، وأن المستقبل للجنوب، الذي سيبنى بأيدي أبنائه وبحماية قواته المسلحة.
















