تقرير: تهريب السلاح.. نقطة تقاطع المصالح المشتركة لجماعات الإسلام السياسي في اليمن والقرن الافريقي
عرب تايم – تقرير:
أفادت مصادر ملاحية أن دوريات تابعة للقوات الدولية نفذت ليلة أمس تمشيطا مكثفا على بعد أميال من جزيرة ميدي شمال البحر الأحمر المنطقة التي تتموضع فيها قوات عسكرية تابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وأكدت المصادر أن الدورية تعاملت ليلة أمس مع نقطة افراغ مستحدثة لتهريب السلاح الى اليمن، بعد رصد قوارب صغيرة تقوم بنقل طرود مموهة من سفينة كانت على بعد أميال من الساحل اليمني المحاذي لجزيرة ميدي يعتقد أنها قدمت من أحد موانئ سلطنة عمان.
الواقعة جاءت في توقيت تبحث فيه شبكات التهريب الإيرانية عن نقاط بديلة لإيصال السلاح لجماعة الحوثي في اليمن بعد قطع مساراتها في الحدود اليمنية مع عمان عقب سيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على مقاطعة المهرة وصولا الى صحراء حضرموت في الثالث من ديسمبر الجاري.
وهي الخطوة التي اثارت ردود فعل مناهضة من قبل أطراف منضوية في اطار ائتلاف الحكومة اليمنية لاسيما حزب الإصلاح ذراع جماعة الاخوان المسلمين في اليمن، الذي يتركز نفوذه السياسي والعسكري على مقاطعة مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي وأجزاء من الساحل الشمالي للبحر الأحمر الذي يضم جزيرة ميدي.
وكان التقرير الصادر عن لجنة الخبراء التابعين لمجلس الأمن الخاصة باليمن للعام ٢٠٢٥ قد كشف عن وجود عملية تخادم وتنسيق واسعة تجمع الجماعات الإسلامية المتطرفة كالمتمردين الحوثيين وتنظيم القاعدة وحركة الشباب فرع التنظيم في الصومال التي ترتبط تاريخيا بتنظيم الاخوان المسلمين.
وكانت المناطق اليمنية التي احكم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات قبضته عليها مطلع الشهر الجاري منطقة نفوذ مشتركة لجماعتي الاخوان والحوثيين في اليمن، وينشط فيها تنظيم القاعدة لتمويل عملياته الإرهابية حسب ما أكده وزير الداخلية اليمني الفريق إبراهيم حيدان في حوار نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ ٢٦ أكتوبر الماضي.
في ٣٠ ديسمبر 2022نقطة أمنية بمدينة شبام بوادي حضرموت تضبط شاحنتين تحملان مواد عسكرية وطيران مسيّر وأسلحة نوعية متجهة للحوثيين بعد مرورها دون تفتيش من نقاط المنطقة العسكرية الأولى الموالية لجماعة الاخوان في اليمن والتي كانت تتموضع في المنطقة التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرا جنوب شرق اليمن مؤشرات مقلقة.
وكان التقرير الاممي قد وضع المجتمع الدولي امام مؤشرات مقلقة لتقاطع مصالح الجماعات المتطرفة في اليمن رغم اختلاف شعاراتها، حيث كشف التقرير عن نشاطا متزايدا يجري بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية.
وقد عزز الحوثيون في اليمن تعاونهم مع حركة الشباب في الصومال مؤخرا بهدف تنويع سلاسل الإمداد، وتوفير أسلحة متطورة، وتعزيز القدرة على زعزعة الأمن البحري، خاصة في مناطق مثل خليج عدن ومضيق باب المندب بالقرب من الحديدة، وفقاً لمعهد كارنيغي في أبريل 2025.
هل قررت جماعة الاخوان الدخول في دائرة التخادم؟!.
المتغيرات المتسارعة التي شهدتها المنطقة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٤ اوجدت أرضية مشتركة بين الجماعات الإسلامية المتطرفة في اليمن رغم اختلاف مشاريعها وتوجهاتها، فجماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وجماعة الاخوان التي تعتبر نفسها ضمن تحالف الحكومة الشرعية اليمنية التقت في دعمها لحركة حماس، وهذا ما أكدته قيادات الجماعات الثلاث في مناسبات عدة، ومع سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات على مناطق وادي وصحراء حضرموت والمهرة والقضاء على المنطقة العسكرية الأولى التابعة لقوات التي تتبع جماعة الاخوان في اليمن، أصبحت جماعة الاخوان تلتقي مع جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في العداء للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تنظر له الجماعات الثلاث كعدو مشترك نظرا لارتباطه بالامارات التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، ما يجعل فرضية تهريب الأسلحة الإيرانية عبر جزيرة ميدي الخاضعة لسيطرة قوات الاخوان منطقية خصوصا بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مناطق وداي وصحراء حضرموت والمهرة، وتوجه الإدارة الامريكية لتصنيف جماعة الاخوان كمنظمة إرهابية عالمية، وهو ما يعزز القاسم المشترك بين جماعة الحوثي وجماعة الاخوان في اليمن، وبهذا تصبح عملية تهريب الأسلحة الإيرانية من منافذ بحرية وبرية تقطع تحت سيطرة قوات يمنية موالية لجماعة الاخوان ممكنا ومتوقعا.

















