تمر قضية شعب الجنوب العربي اليوم بمرحلة مفصلية تتطلب صياغة مقاربة شاملة تتجاوز الخطاب السياسي التقليدي، لتصنع حالة من التعاطف الإنساني والقانوني والسياسي الواسع على الساحة الدولية.
لم تعد هذه القضية مجرد تطلع وطني لاستعادة دولة، بل أصبحت ركيزة أساسية للأمن القومي والدولي في منطقة استراتيجية تتحكم في أهم ممرات الملاحة العالمية.
البعد الإنساني: معاناة شعب كضمانة للتغيير
تحمل معاناة شعب الجنوب العربي بعدًا إنسانيًا يستدعي التفاتة عاجلة من الضمير العالمي. إن استعادة الدولة ليست مجرد طموح سياسي، بل هي “بوابة الخلاص” لجيل كامل عانى من:
الأزمات المعيشية المتلاحقة: نتيجة غياب الحل العادل وتدهور الخدمات الممنهج.
الحرمان من الحقوق الأساسية: في ظل واقع أمني واقتصادي هش فرضه غياب السيادة الوطنية.
دوامة الأزمات: التي استنزفت طاقات المجتمع الجنوبي وحرمت شبابه من فرص التنمية والعيش الكريم.
إن بناء التعاطف الإنساني مع القضية يبدأ من اعتراف العالم بأن استمرار الوضع الحالي هو انتهاك صارخ لحق الإنسان الجنوبي في الحياة والاستقرار.
البعد القانوني: حق تقرير المصير في ضوء المواثيق الدولية
يستند حق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره إلى قواعد صلبة في القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة. هذا الحق ليس منحة سياسية، بل هو استحقاق قانوني يكفل للشعوب التي خضعت لظروف إقصاء وتهميش غير عادلة أن تحدد وضعها السياسي بحرية.
ركائز الحق القانوني الجنوبي:
المواثيق الأممية: التي تضمن للشعوب حق تقرير مستقبلها السياسي والاقتصادي.
فشل تجربة الوحدة: التي تحولت من مشروع طوعي إلى واقع “احتلال” فقد شرعيته القانونية والأخلاقية.
شرعية التمثيل: المتمثلة في التفويض الشعبي الواسع للمجلس الانتقالي الجنوبي.
البعد السياسي والأمني: دولة الجنوب كعامل استقرار إقليمي
من منظور جيو-سياسي، تتبلور قناعة دولية بأن قيام دولة الجنوب العربي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق توازن حقيقي في المنطقة. إن دعم هذا المسار لا يعني “التقسيم” كما تروج القوى المعادية، بل يعني “البناء” على أسس سليمة.
لماذا تمثل دولة الجنوب ضرورة دولية؟
مكافحة الإرهاب: أثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها الشريك الأبرز والموثوق دوليًا في تجفيف منابع التطرف.
تأمين الممرات الحيوية: دولة جنوبية مستقرة هي الضامن الوحيد لتأمين خليج عدن وباب المندب من التهديدات.
إنهاء بؤر التوتر: معالجة جذور الصراع بدلًا من الاكتفاء بإدارة نتائجه، مما يمنع تجدد الحروب مستقبلًا.
الطريق نحو الإقناع الدولي: من العاطفة إلى الواقعية
إن بناء التعاطف السياسي والإنساني والقانوني يهدف إلى نقل قضية الجنوب من “خانة الجدل” إلى “إطار الحقوق المشروعة”. العالم اليوم يبحث عن شركاء أقوياء على الأرض، والجنوب العربي بجيشه ومؤسساته وقيادته يمثل هذا الشريك القادر على فرض واقع آمن ومستقر.
الإرادة الشعبية فوق كل اعتبار
أثبتت التجارب التاريخية أن تجاهل إرادة الشعوب لا يقود إلا إلى الفشل، بينما يمثل الإنصات لصوت شعب الجنوب العربي استثمارًا طويل الأمد في الأمن والسلم الدوليين. إن التفويض الشعبي الواسع والوعي القانوني عرب تايمامي يشكلان اليوم جبهة موحدة لإقناع المجتمع الدولي بأن الوقت قد حان لإنصاف الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















