رأي عرب تايم
يمثل منح شعب الجنوب العربي حق تقرير مصيره خطوة أساسية نحو كسر دائرة الصراع المستمرة في المنطقة ومنع تجدد التوترات السياسية والأمنية.
فالتاريخ أثبت أن الإقصاء المستمر للشعوب عن تقرير مصيرها يؤدي إلى تأجيج الخلافات وتصعيد الصراعات، بينما الاعتراف بحقوقها المشروعة يوفر إطاراً واضحاً للتسوية السلمية ويضمن استقراراً طويل الأمد. و منح هذا الحق ليس مجرد مطلب سياسي، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء سلام دائم قائم على العدالة والشرعية الدولية.
الحراك الجنوبي الحالي يعكس بوضوح إرادة شعبية سلمية ومنظمة، سواء داخل الجنوب أو في الخارج، ويؤكد أن القضية الجنوبية ليست مطلبًا نخبويًّا أو طارئًا، بل هي تعبير عن رغبة شعبية عميقة وجذرية في استعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة.
تتميز هذه الفعاليات بالتنظيم والانضباط، وبقدرتها على إيصال رسالة واضحة وصريحة للمجتمعين العربي والدولي مفادها أن حقوق الجنوب العربي غير قابلة للتجاهل أو التأجيل، وأن شعب الجنوب مصر على استعادة دولته بوصفها حقاً تاريخياً وقانونياً.
وتظهر الأبعاد السياسية لهذه الخطوة في قدرتها على توحيد الصفوف وتوضيح الأولويات أمام القوى المحلية والإقليمية، فالمطالبة بحق تقرير المصير مسار سياسي قانوني يعالج جذور الأزمة، ويوفر إطارًا للحوكمة والمساءلة وحق المشاركة في إدارة الشأن العام. أمّا البعد القانوني فيتمثل في دعم هذه المطالب بالأطر الدولية المعترف بها، بما يكرس حقوق الشعوب المضطهدة ويحول دون تجاوز إرادتها.
ويمنح المضي في هذا المسار السلمي، المجتمع الدولي فرصة للمساهمة في تسوية عادلة ومستدامة، ويقلل من احتمالات الانفجار المستقبلي للنزاعات، لأنه يعالج المظالم التاريخية ويؤسس لدولة قادرة على ضمان حقوق مواطنيها. كما أن منح شعب الجنوب حق تقرير مصيره يعيد الاعتبار للشرعية الدولية ويؤكد أن الحلول السياسية الفاعلة تبدأ بالاعتراف بالحقائق على الأرض، وليس بتجاهلها أو تأجيلها.
بناءً على ذلك، فإن دعم هذه المطالب وتحويلها إلى واقع سياسي وقانوني يشكل خطوة استراتيجية نحو تثبيت الاستقرار، ويؤسس لمسار تحرري سلمي يعكس إرادة شعب الجنوب العربي، ويحول دون استمرار الصراعات ويكرّس مبدأ احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها كقيمة أساسية في السياسة الدولية.
















