في مشهدٍ مهيب عكس ترابط النسيج الوطني الجنوبي عبر القارات، خرجت جاليات الجنوب العربي في كبرى عواصم العالم (لندن، واشنطن، نيويورك، برلين، وجنيف) في تظاهرات حاشدة للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة.
هذا التحرك لم يكن مجرد وقفات تضامنية، بل كان بمثابة “تسونامي سياسي” وضع قضية شعب الجنوب على طاولة صناع القرار الدولي، وأثبت أن الجنوبيين في المهجر هم الجسر المتين الذي يعبر عليه صوت الشعب نحو نيل الاستقلال الثاني.
جاليات الجنوب العربي: الدبلوماسية الشعبية في أبهى صورها
لطالما كانت الجاليات الجنوبية في الخارج جزءًا لا يتجزأ من مسيرة التحرر الوطني. واليوم، يتجاوز دورها “الدعم المالي” ليصل إلى “الدبلوماسية الشعبية المؤثرة”. فالمتظاهرون الذين رفعوا علم الجنوب وصور الشهداء أمام مقرات الأمم المتحدة والبرلمانات الأوروبية، نقلوا رسالة واضحة مفادها أن الاستقلال هو خيار شعب لا يقبل القسمة أو التنازل.
لماذا تظاهر الجنوبيون في الخارج الآن؟
كسر التعتيم الإعلامي: نجحت الجاليات في لفت أنظار الإعلام الدولي نحو قضية الجنوب، بعيدًا عن الروايات المشوهة التي تحاول حصر الصراع في زوايا ضيقة.
الضغط على مراكز القرار: تزامنت هذه التحركات مع تحركات سياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، مما خلق تكاملًا بين “العمل السياسي” و”الضغط الشعبي الدولي”.
التأكيد على الهوية: الهتافات والشعارات ركزت على الهوية الوطنية الجنوبية العربية، ورفض سياسات اليمننة القسرية التي دمرت مقدرات الجنوب لعقود.
الدولة الفيدرالية: رؤية الجنوب للمستقبل
كان المطلب الأبرز في كافة الميادين العالمية هو “استعادة الدولة الفيدرالية”. هذه الرؤية تعكس نضجًا سياسيًا لدى الشعب الجنوبي وجالياته، حيث تقوم هذه الدولة المنشودة على:
الشراكة الوطنية: توزيع السلطة والثروة بين كافة المحافظات الجنوبية (من المهرة إلى باب المندب) لضمان عدم عودة المركزية المقيتة.
العدالة الاجتماعية: بناء مؤسسات ضامنة للحقوق والحريات، تعيد الاعتبار للإنسان الجنوبي الذي عانى من التهميش.
الاستقرار الإقليمي: التأكيد على أن الدولة الجنوبية المستقلة ستكون شريكًا استراتيجيًا في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات المائية الدولية.
الجالية كجسر لنقل القضية: دور استراتيجي لا غنى عنه
يمثل الجنوبيون في الخارج “قوة ناعمة” هائلة. فهم أكاديميون، وأطباء، ومهندسون، ورجال أعمال يعيشون في قلب المجتمعات الديمقراطية، ويمتلكون القدرة على:
صياغة الخطاب السياسي: مخاطبة الغرب بلغة الحقوق والقوانين الدولية، والتأكيد على حق “تقرير المصير” كحق أصيل نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة.
فضح جرائم الاحتلال والإرهاب: توثيق الانتهاكات التي تعرض لها شعب الجنوب ونشرها في المنظمات الحقوقية العالمية.
دعم الصمود في الداخل: تعزيز الروح المعنوية لأبناء الجنوب في الداخل عبر إشعارهم بأن خلفهم “جيشًا من السفراء” يدافع عن قضيتهم في كل محفل.
رسالة الجنوبيين للعالم: السلام يبدأ من عدن
الرسالة التي حملتها الجاليات في عواصم العالم كانت حازمة: “لا سلام مستدام في المنطقة دون حل عادل للقضية الجنوبية”. إن تجاهل إرادة شعب الجنوب العربي هو تأجيل للانفجار لا أكثر.
الشراكة في مكافحة الإرهاب: أكد المتظاهرون أن القوات المسلحة الجنوبية هي الشريك الحقيقي للمجتمع الدولي في استئصال شأفة الإرهاب (القاعدة وداعش) والمليشيات الحوثية الإرهابية.
حماية الملاحة: إعلان دولة الجنوب هو الضمانة الوحيدة لتأمين خليج عدن وباب المندب من الأطماع الإقليمية والمشاريع التخريبية.
الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي
عكست هذه التظاهرات العالمية حالة الالتفاف الشعبي المطلق حول المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي. هذا التفويض الشعبي العابر للحدود يمنح القيادة الجنوبية شرعية لا يمكن للمجتمع الدولي تجاوزها في أي مفاوضات قادمة.
حتمية الانتصار وبناء الدولة
إن الحراك الجماهيري في الداخل، والزخم الكبير للجاليات في الخارج، يثبتان أن قضية الجنوب العربي تمر اليوم بأزهى مراحلها من حيث التنظيم والتأثير. لقد تحول الجنوبيون في المهجر من “مغتربين” إلى “مناضلين” يحملون وطنهم في قلوبهم ويترجمون هذا الحب إلى أفعال سياسية تغير مجرى التاريخ.
استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية لم تعد مجرد حلم، بل هي واقع يفرض نفسه بقوة الحق الشعبي والنجاح العسكري والتواجد الدبلوماسي العالمي.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا















