شهدت العاصمة عدن اليوم، الإثنين 22 ديسمبر 2025، حراكًا مؤسسيًا وسياسيًا وعسكريًا غير مسبوق، حيث أعلنت قطاعات حيوية في الدولة، بقيادة وزارة النقل والسلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثانية، تأييدها الكامل والـمطلق لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي.
تأتي هذه التطورات في سياق “ثورة المؤسسات” التي تهدف إلى ترتيب البيت الجنوبي داخليًا استعدادًا لإعلان دولة الجنوب كاملة السيادة.
وزارة النقل: الالتزام المطلق بتوجيهات استعادة الدولة
في بيان تاريخي، أعلن الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، وزير النقل، تأييد كافة موظفي الوزارة والمؤسسات التابعة لها لقرارات القيادة السياسية الجنوبية. وأكد الوزير حُميد على النقاط الاستراتيجية التالية:
تحرير الأرض: دعم استكمال تطهير مناطق وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة من القوى المعادية.
الجاهزية للإعلان: الالتزام التام بكافة الترتيبات المتعلقة بإعلان دولة الجنوب على حدود ما قبل 22 مايو 1990م.
رسالة للمجتمع الدولي: أكد الوزير أن دولة الجنوب القادمة ستكون شريكًا فاعلًا في مكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن.
عدن وحضرموت: تناغم بين السلطة المحلية والمؤسسة العسكرية
على صعيد الإدارة المحلية والعسكرية، أظهرت التقارير اليوم تكاملًا واضحًا في الرؤية الوطنية:
السلطة المحلية بالعاصمة عدن
أكد المكتب التنفيذي لعدن أن المجلس الانتقالي هو “الحاضنة السياسية” والضامن للأمن والاستقرار. وأوضحت السلطة المحلية أن قرارات الرئيس الزُبيدي الأخيرة كانت حاسمة في مواجهة التحديات التي تستهدف أمن الجنوب، مشددة على أن العمل المؤسسي يسير بوتيرة عالية لخدمة المواطنين تحت راية الحق المشروع في الاستقلال.
المنطقة العسكرية الثانية والانتصارات الميدانية
استقبل الرئيس الركن طالب بارجاش، قائد المنطقة العسكرية الثانية، فريق التوجيه الرئاسي للمجلس الانتقالي. وتناول اللقاء:
تعميم تجربة النخبة الحضرمية: بحث إمكانية نقل النجاح الأمني لقوات النخبة من الساحل إلى وادي حضرموت لترسيخ الاستقرار.
الدعم السياسي: إعلان قيادة المنطقة العسكرية الثانية مساندتها لأي موقف سياسي يتخذه الرئيس الزُبيدي في هذه المرحلة المفصلية.
العمل الاجتماعي والنقابي: وحدة الصف في ساحات الاعتصام
لم يتوقف الزخم عند الجانب الرسمي، بل امتد ليعكس تلاحمًا اجتماعيًا واسعًا. حيث أكد مختار اليافعي، رئيس هيئة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الانتقالي، أن المرحلة الحالية تتطلب عملًا مؤسسيًا يركز على الفئات الأشد احتياجًا.
وثمنت الهيئة اللقاء الجامع الذي ضم مئات الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في عدن، معتبرة أن هذا “الاصطفاف الوطني” في ساحات الاعتصام هو المحرك الفعلي لعملية تفويض القيادة السياسية والقوات المسلحة الجنوبية لمواصلة السير نحو بناء الدولة الفيدرالية المستقلة.
الشراكة الاستراتيجية مع التحالف العربي والرباعية الدولية
شددت البيانات الصادرة اليوم على عمق العلاقة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ووصف الوزير حُميد هذه الشراكة بأنها “استراتيجية ومصيرية” تنطلق من الإيمان بالمشروع القومي العربي. كما وجه مناشدة للرباعية الدولية والأمم المتحدة باحترام إرادة شعب الجنوب، مؤكدًا أن الاستقرار الإقليمي يمر عبر بوابة استعادة الدولة الجنوبية القائمة على العدالة والمساواة.
ملامح الدولة الجنوبية 2026
إن التحركات التي شهدناها اليوم، من اجتماعات الهيئات الاجتماعية إلى البيانات الوزارية واللقاءات العسكرية، تؤكد أن الجنوب العربي ينتقل من مرحلة “الثورة” إلى مرحلة “الدولة”. ومع إقرار خطط عام 2026 وتوحيد الرؤية بين المركز والمحافظات، يبدو أن الطريق نحو السيادة الكاملة بات معبدًا بإرادة شعبية ومؤسسية صلبة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















