مثّل النجاح العسكري للقوات المسلحة الجنوبية في تحرير وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة محطة وطنية مفصلية في مسار استعادة دولة الجنوب العربي.
هذا المنجز لم يكن مجرد انتصار ميداني، بل استجابة لمطالب شعبية واسعة نادت لسنوات بإنهاء هيمنة قوات المنطقة العسكرية الأولى، ووقف الانتهاكات الجسيمة، وتجفيف منابع تهريب السلاح والمخدرات لمليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية.
الزُبيدي وإدارة التوازنات: رؤية استراتيجية لما بعد التحرير
برز دور الرئيس عيدروس الزُبيدي في إدارة التوازنات السياسية المعقدة المرتبطة بملفي حضرموت والمهرة. وانطلق من مبدأ احترام خصوصية كل محافظة، مشددًا على أن استدامة التحرير تتطلب:
تمكين أبناء المناطق: إنشاء منظومة أمنية وعسكرية مهنية من أبناء حضرموت والمهرة لحماية أرضهم.
تعزيز الإدارة المدنية: تحويل المنجز العسكري إلى استقرار خدمي يشمل الكهرباء، المياه، الصحة، والتعليم.
تثبيت الأمن القومي: قطع شريان الإمداد الحوثي عبر المنافذ الشرقية، مما يعزز أمن الجنوب والإقليم بشكل عام.
تحركات دبلوماسية وعسكرية: تأمين الملاحة ومواجهة الإرهاب
ضمن إدارة المرحلة الراهنة، يقود الزُبيدي تحركات مكثفة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد تجسد ذلك في لقائه بقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي (بحضور نائبه عبد الرحمن المحرمي)، حيث تم التركيز على:
حماية الملاحة الدولية: تأمين خليج عدن والبحر الأحمر من التهديدات الحوثية.
توحيد الجهود: تنسيق العمليات لمواجهة مخاطر الإرهاب التي تمس المصالح الدولية.
إيصال صوت الجنوب: تعزيز الحضور السياسي للقضية الجنوبية في مراكز صنع القرار العالمي كشريك فاعل في استقرار المنطقة.
الإصلاحات الاقتصادية والإدارية: بناء مؤسسات الدولة
يؤمن الزُبيدي أن الاستقرار الأمني لا يكتمل دون بناء مؤسسات فاعلة. لذا، قاد سلسلة من الإصلاحات الجذرية شملت:
الانضباط المؤسسي: تفعيل الرقابة والمساءلة للحد من الفساد في الوزارات والهيئات الحكومية.
التعافي الاقتصادي: توجيه الجهات التنفيذية بضبط الأسواق، واستقرار أسعار الصرف، وتوفير المواد الاستهلاكية والغاز المنزلي لتخفيف معاناة المواطنين.
تطوير الكادر البشري: تسريع ملفات التوظيف والتسويات، وتثبيت المتعاقدين، ورفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة.
تطبيع الأوضاع في المهرة ووادي حضرموت
حظيت المهرة ووادي حضرموت باهتمام استثنائي لتطبيع الأوضاع الأمنية والمعيشية. نجحت القوات الجنوبية في بسط السيطرة وتأمين الحدود والمنافذ الحيوية، مما أسهم في:
وقف التهريب: إغلاق المنافذ التي كانت تستخدمها المليشيات لتهريب السلاح.
الشراكة المحلية: تمكين القيادات المحلية والمجتمعية من إدارة شؤون محافظاتهم، وهو ما يمثل نموذجًا للدولة الفيدرالية المنشودة.
النمو التنموي: دعم المشاريع الحيوية التي تخدم المواطن وتخلق فرص عمل للشباب.
معركة الخلاص: التنسيق لمواجهة المشروع الحوثي
جدد الزُبيدي تأكيده أن معركة القضاء على المليشيات الحوثية هي أولوية قصوى. وفي إطار تنسيق الجهود، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الفريق طارق صالح، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، حيث اتفق الجانبان على:
المصير المشترك: أن استقرار الجنوب هو المنطلق الحقيقي لتحرير الشمال وصنعاء من دنس الإمامة.
وحدة الخندق: وضع الإمكانيات العسكرية والسياسية في “مترس واحد” لمواجهة خطر الحوثي وتنظيم القاعدة.
القيادة الشجاعة: دعا الزُبيدي القوى الوطنية في المحافظات الشمالية (مثل البيضاء وذمار) لتوحيد الصفوف وتجاوز “الأيادي المرتعشة” لصناعة نصر حقيقي.
ؤية وطنية لمستقبل مستدام
إن إدارة الزُبيدي لمرحلة ما بعد تحرير وادي حضرموت والمهرة تعكس رؤية استراتيجية تتجاوز العمل العسكري إلى بناء الدولة. إن تكاتف الجهود الرسمية والشعبية هو الضمان الوحيد لصيانة التضحيات والمضي بثبات نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والعدالة والسيادة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















