تشهد مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حراكًا شعبيًا غير مسبوق، حيث يواصل مخيم الاعتصام الشعبي المفتوح زخمه الجماهيري الواسع. هذا الاعتصام، الذي بات يمثل نبض الشارع في وادي حضرموت، يعكس بوضوح ثبات أبناء الجنوب على خيار استعادة دولة الجنوب العربي، والاصطفاف المطلق خلف القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها صمام الأمان الوحيد لحماية المكتسبات الوطنية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.
انضمام قبائل بالعبيد: ثقل قبلي يعزز مطالب الاستقلال
في خطوة وصفت بالمفصلية، أعلن وفد قبائل بالعبيد، برئاسة الشيخ علي بن كرامة بن عمرو بالعبيد (شيخ شمل القبيلة)، انضمامه الرسمي إلى ساحة الاعتصام في سيئون. هذا الانضمام لا يمثل مجرد إضافة عددية، بل هو رسالة سياسية قوية تؤكد تلاحم النسيج القبلي والاجتماعي في حضرموت خلف المشروع الوطني الجنوبي.
وثمن الوفد خلال تواجده في الساحة الانتصارات الميدانية التي تحققت على يد القوات المسلحة الجنوبية، مؤكدًا أن هذه المنجزات العسكرية هي التي رسخت القناعة بضرورة دعم القوات الجنوبية سياسيًا ومجتمعيًا، لكونها السند الأول لإرادة الشعب وحماية مشروع الدولة المرتقبة.
مطالب “دولة الجنوب العربي”: من الشعارات السياسية إلى الاستحقاق الوطني
أكد المشاركون في مخيم سيئون، وعلى رأسهم وفد قبائل بالعبيد، أن المطلب الأساسي اليوم هو الإسراع في إعلان دولة الجنوب العربي. وشددوا على أن هذا المطلب تجاوز مرحلة “الشعارات السياسية” ليصبح استحقاقًا وطنيًا تفرضه التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الجنوب على مر العقود.
هذا الموقف تعزز بزيارة مقادمة دلل شبام القديمة، يتقدمهم الشيخ سالم فرج نصير، الذين أكدوا من قلب الساحة أن الوقوف خلف القوات المسلحة الجنوبية في هذه المرحلة الحساسة هو “واجب وطني” ومسؤولية تقع على عاتق الجميع لحماية المنجزات المحققة ومنع أي محاولات للالتفاف على إرادة الشعب.
سيئون تتحول إلى منبر وطني جامع
لم يعد مخيم الاعتصام في سيئون مجرد مكان للتجمع، بل تحول إلى منبر وطني جامع تُصاغ فيه ملامح المرحلة القادمة. وتتلخص أبرز رسائل المعتصمين في الآتي:
السيادة الوطنية: التأكيد على حق شعب الجنوب في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة.
دعم القوات المسلحة الجنوبية: باعتبارها المؤسسة الوطنية القادرة على فرض الأمن ومواجهة التحديات.
الشراكة والعدالة: بناء دولة جنوبية عربية تقوم على أسس حديثة، تشمل سيادة القانون والعدالة الاجتماعية لجميع أبنائها بمختلف انتماءاتهم.
الوعي السياسي والحراك الحضاري
أشاد المراقبون بالطابع السلمي والحضاري الذي يكتسي به اعتصام سيئون، حيث يعبر أبناء الجنوب بمختلف مشاربهم القبلية والمجتمعية عن وعي سياسي متقدم. هذا الحراك يبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي والإقليمي بأن خيار استعادة الدولة هو خيار شعبي جامع لا رجعة عنه، وأن أي تسويات سياسية لا تلبي تطلعات الشعب في الحرية والسيادة لن يكتب لها النجاح.
يستمر مخيم الاعتصام في سيئون كشعلة لن تنطفئ حتى تحقيق الأهداف المنشودة. إن توافد القبائل والمكونات الاجتماعية، من قبائل بالعبيد إلى مقادمة شبام، يثبت أن الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي الجنوبي وللقوات المسلحة الجنوبية في وادي حضرموت أقوى من أي وقت مضى، مما يمهد الطريق لفرض واقع سياسي جديد يلبي طموحات أبناء الجنوب العربي.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















