في تطور سياسي وأمني خطير، فجر المجلس الانتقالي الجنوبي موجة من الاستنكار الواسع ردًا على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها نائب وزير الخارجية اليمني السابق، مصطفى النعمان. التصريحات التي كشفت عن استعداد من أسماهم بـ “الوحدويين اليمنيين” للتحالف مع مليشيا الحوثي الإرهابية لحماية “الوحدة اليمنية”، اعتبرها الانتقالي الجنوبي سقوطًا للأقنعة وتجاوزًا لكافة الخطوط الحمراء والثوابت الوطنية.
تطور لافت وجرأة تتجاوز ثوابت المعركة
يرى المجلس الانتقالي الجنوبي أن دعوة النعمان للتحالف مع ذراع إيران في المنطقة تمثل “تطورًا لافتًا” في الخطاب السياسي لرموز السلطة اليمنية، وبلغت حد التطاول على جوهر المعركة المصيرية التي يخوضها التحالف العربي ضد المشروع الإيراني التوسعي. إن هذا الإعلان لا يمثل مجرد رأي سياسي، بل هو انقلاب صريح على الأهداف التي أُطلقت من أجلها “عاصفة الحزم”.
أنور التميمي: تصريحات النعمان ابتزاز صريح للتحالف العربي
أكد أنور التميمي، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تهديدات النعمان بالارتماء في أحضان الحوثيين تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي.
أبعاد الخطورة في تصريحات النعمان:
شرعنة منصات الصواريخ: التحالف مع الحوثي يعني القبول بتحويل اليمن إلى قاعدة إيرانية متقدمة لإطلاق المسيرات نحو الملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن.
إسقاط الأساس القانوني للتدخل العربي: يرى التميمي أن هذه التصريحات تبتز التحالف العربي عبر التهديد بإسقاط شرعية “إنهاء الانقلاب” مقابل فرض العقيدة الوحدوية.
تغيير مسار الأهداف: التذكير بأن أهداف عاصفة الحزم هي إنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية لصنعاء، وليست فرض شكل معين للدولة أو حلول قسرية تتنافى مع إرادة الشعوب.
من “فتاوى التكفير” إلى “مفتي الدبلوماسية”
ربط بيان المجلس الانتقالي الجنوبي بذكاء شديد بين تصريحات مصطفى النعمان الحالية وبين فتاوى التكفير التاريخية التي أُطلقت ضد الجنوبيين في حرب 1994م.
“تصريحات المفتي الدبلوماسي مصطفى النعمان لا تقل خطورة عن فتاوى اليدومي والزنداني، الذين استباحوا دماء الجنوبيين بذريعة الخروج عن الوحدة.”
بينما اعتمدت القوى السابقة على “الأفغان العرب” والجماعات التكفيرية، يبدو أن النخب الوحدوية اليوم تعتمد على المليشيات الحوثية الإرهابية كأداة جديدة لقمع إرادة شعب الجنوب، وهو ما يكشف عن تحول تكتيكي في الأدوات مع بقاء العقلية الإقصائية ذاتها.
سقوط مبدأ “التقية السياسية” وكشف المشروع الحقيقي
أوضح البيان أن النعمان، الذي كان يمارس مبدأ “التقية” طيلة الفترة الماضية، كشف أخيرًا عن وجهه الحقيقي من داخل عاصمة التحالف العربي. إعلان الاصطفاف مع الحوثي (ومن خلفه إيران) لمواجهة الجنوبيين يضع هؤلاء “الوحدويين” في خندق واحد مع أعداء الأمن القومي العربي، ويؤكد أن هاجس “الأرض والموارد” لدى هذه النخب يتفوق على هاجس “الحرية والشرعية”.
الجنوب العربي: إجراءات سيادية لتأمين الجغرافيا
بناءً على هذه التطورات، شدد المجلس الانتقالي على صوابية توجهاته الأخيرة في اتخاذ إجراءات عسكرية وأمنية وإدارية حازمة.
المعالجات الجذرية المطلوبة:
تأمين حدود ما قبل 1990: المضي قدمًا في تثبيت الأمن داخل جغرافيا الجنوب بحدوده التاريخية المعترف بها دوليًا.
إنهاء حالة الاختراق: رفض استمرار وجود قوى داخل مفاصل القرار تدين بالولاء لمشاريع تتعارض مع تطلعات شعب الجنوب.
الجاهزية العسكرية: التأكيد على أن القوات المسلحة الجنوبية، التي حررت الأرض من الحوثي في 2015 بإسناد إماراتي وسعودي، هي وحدها الصخرة التي ستتحطم عليها أحلام التحالف “الوحدوي-الحوثي”.
إن تصريحات مصطفى النعمان قد وضعت المجتمع الدولي والتحالف العربي أمام حقيقة ثابتة: أن قضية الجنوب العربي هي قضية وجودية لشعب يرفض العودة إلى “بيت الطاعة” الحوثي تحت مسمى الوحدة. إن استعادة دولة الجنوب باتت اليوم ضرورة قصوى لحماية المنطقة من التغلغل الإيراني الذي وجد في “الوحدويين اليمنيين” شريكًا جديدًا للمقايضة والابتزاز.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا















