في تظاهرة إلكترونية كبرى عكست نبض الشارع، تصدرت هاشتاجات المطالبة بـ استعادة دولة الجنوب العربي منصات التواصل الاجتماعي، حيث شدد مغردون ونشطاء على أن حق شعب الجنوب في تقرير مصيره ليس مجرد مطلب سياسي، بل هو ضرورة حتمية لتصحيح انحراف تاريخي دام لأكثر من ثلاثة عقود. وأكد المغردون أن قيام الدولة الجنوبية المستقلة هو “شرط أساسي” لتحقيق الاستقرار في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وليس تهديدًا لها كما تروج القوى المعادية.
عقود من الإقصاء.. لماذا يرفض الجنوبيون “الاحتلال اليمني”؟
سلط النشطاء الضوء على حجم المعاناة التي كابدها أبناء الجنوب منذ صيف 1994، مشيرين إلى أن أدوات الاحتلال اليمني وأذرعه المختلفة مارست سياسة “الأرض المحروقة” عبر:
الإقصاء والتمييز: تهميش الكوادر الجنوبية المدنية والعسكرية وتسريحهم قسريًا.
العنف المنهجي: استخدام القوة المفرطة ضد الاحتجاجات السلمية على مدار سنوات الحراك الجنوبي.
نهب الثروات: استنزاف موارد النفط والغاز في حضرموت وشبوة وتوجيه ريعها لخدمة قوى النفوذ في صنعاء، بينما يعاني أبناء الأرض من غياب الخدمات الأساسية.
انتهاك الحقوق: مصادرة الحقوق المدنية والسياسية ومحاولة طمس الهوية الوطنية للجنوب العربي.
الزخم الجماهيري: تلاحم غير مسبوق خلف القيادة
أشاد المغردون بالصور والمشاهد القادمة من ساحات الاعتصام في عموم محافظات الجنوب، مؤكدين أن هذا الزخم الشعبي يمثل “استفتاءً علنيًا” على خيار الاستقلال. وما يميز هذا الحراك الحالي هو حالة التلاحم الفريدة بين مختلف شرائح المجتمع:
القبائل الجنوبية: التي أعلنت ولاءها الكامل للمشروع الوطني الجنوبي.
النقابات العمالية والمهنية: التي شلت حركة الفساد وأعلنت انحيازها لمؤسسات الدولة القادمة.
المجتمع المدني والقطاع الخاص: الذين يرون في الاستقلال مخرجًا من الانهيار الاقتصادي المفتعل.
هذا الاصطفاف الوطني الكبير يجدد التفويض الشعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، للمضي قدمًا في انتزاع الحقوق وبناء مؤسسات الدولة السيادية.
استعادة الدولة.. صمام أمان للأمن القومي العربي
رد المغردون على المخاوف الدولية مؤكدين أن دولة الجنوب العربي ستكون الشريك الأوثق للمجتمع الدولي في:
تأمين الملاحة الدولية: حماية مضيق باب المندب وخليج عدن من التهديدات الإرهابية والحوثية.
مكافحة الإرهاب: تجفيف منابع التنظيمات المتطرفة التي اتخذت من مناطق “الاحتلال اليمني” ملاذًا لها.
الحد من التمدد الإيراني: قطع الذراع الإيرانية التي تحاول محاصرة الجزيرة العربية من بوابة الجنوب.
تصحيح المسار التاريخي: نحو عدن 2026
إن الرسالة التي يبعث بها شعب الجنوب اليوم، سواء من خلال التغريد أو الاعتصام، هي أن زمن “أنصاف الحلول” قد ولى. تصحيح المسار يبدأ من الاعتراف بالواقع الجديد على الأرض؛ واقع يمتلك فيه الجنوب جيشًا وطنيًا، وإدارة مؤسسية، وإرادة شعبية صلبة لا تلين أمام حرب الخدمات أو الضغوط السياسية.
إن استعادة الدولة الجنوبية هي الطريق الوحيد لإنهاء دوامة الحروب في المنطقة، وبناء مستقبل يقوم على الندية، وحسن الجوار، والتنمية المستدامة لشعب الجنوب الذي استحق حريته بتضحياته الغالية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















