تقرير – عرب تايم/خاص:
في صورة تحمل عبق الستينيات، يظهر مطار بيحان في أفضل أيامه: طائرة شحن تابعة لطيران عدن، إلى جانب قلاب من نوع أرسي وسيارة لاند روفر، كلهم يستعرضون صورة الجنوب الحضاري، الذي يعرف معنى العمل والنهضة، ويصل أطرافه ببعضها جوًا وبرًا، رغم بساطة الإمكانيات آنذاك.
لكن الوحدة اليمنية المشؤومة لم تكن لتكتفي بالنظر فقط! لا، فقد أعادت أرض الجنوب إلى قرية صغيرة، وهمشتها، ومارست ضد قيادة الجنوب كل شيء: الطرد، القتل، التنكيل، التشريد… حتى أصبحت الطائرة في الصورة وكأنها تقول: “وينكم يا رجال الجنوب!
وين الدولة؟
ولم يكتفي الشمال بذلك، بل استبدل رجال الجنوب الأحرار برجال القبائل التابعين للشمال، الذين يهمهم فقط تقاسم الرواتب والتصفيق للقيادة من بعيد، بينما الجنوب يئن ويصرخ تحت وطأة الإهمال!
الصورة اليوم ليست مجرد ذكريات، بل تذكير بأن الجنوب كان دولة بكل معنى الكلمة، وأن ما بقي اليوم من مرافقه التاريخية مجرد عرض كوميدي لمن يحلم أن يعيد التاريخ إلى الوراء، بينما الحقيقة تقول بصوت عالٍ: الجنوب حي، والروح لم تمت بعد!
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم”ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية

















