في منعطف خطير يكشف الوجه القبيح للقوى التي تدعي “الوحدوية”، فجّر نائب وزير الخارجية الأسبق، مصطفى النعمان، موجة من الغضب العارم عقب تصريحات وصفت بأنها “خيانة علنية” للثوابت العربية.
هذه التصريحات التي لوّح فيها بالتحالف مع مليشيا الحوثي -ذراع إيران في المنطقة- ضد الجنوب العربي، لم تكن مجرد سقطة لسان، بل اعتبرها مراقبون إعلانًا صريحًا عن عقيدة سياسية تعتمد الابتزاز والتحالف مع العدو الوجودي للمنطقة مقابل فرض أجندات سياسية عفا عليها الزمن.
رد المجلس الانتقالي الجنوبي: بيان تاريخي لفضح “المفتي الدبلوماسي”
لم يتأخر الرد الجنوبي على هذه الهرطقات السياسية، حيث أصدر أنور التميمي، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، بيانًا شديد اللهجة، وضع فيه النقاط على الحروف. وصف التميمي تصريحات النعمان بأنها “تطور لافت وبجرأة بلغت حد التطاول” على أسس المعركة المصيرية التي يخوضها المشروع العربي ضد التوسع الإيراني.
وجاء في البيان أن إعلان النعمان استعداد من أسماهم “الوحدويين” للتحالف مع الحوثيين لحماية الوحدة، هو سقوط أخلاقي وسياسي مريع، يكشف أن هذه التيارات مستعدة لبيع الأمن القومي العربي والملاحة الدولية مقابل البقاء في سلطة وهمية على أرض الجنوب.
أبعاد التهديد: ابتزاز التحالف العربي وضرب الملاحة الدولية
إن خطورة تصريحات مصطفى النعمان لا تتوقف عند استهداف الجنوبيين فحسب، بل تمتد لتشكل “تهديدًا ضمنيًا وابتزازًا للتحالف العربي”. فالتحالف مع الحوثي يعني تحويل الجغرافيا اليمنية بالكامل إلى منصة إطلاق للصواريخ والمسيرات الإيرانية التي تستهدف:
أمن الجزيرة العربية والخليج العربي.
سلامة الملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن.
الاستقرار في ممر باب المندب الاستراتيجي.
وأوضح بيان الانتقالي أن هذا التوجه يسعى لإسقاط “الأساس القانوني” لتدخل التحالف العربي، القائم على إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية، واستبداله بعقيدة “وحدوية” شوفينية لا ترى مانعًا من وضع اليد في يد القتلة والمجرمين من مليشيا الحوثي.
تناقض النعمان: نسيان أهداف “عاصفة الحزم”
أشار البيان الجنوبي بذكاء إلى أن النعمان تعمد نسيان الأهداف المعلنة لعملية “عاصفة الحزم” بقيادة المملكة العربية السعودية. فالهدف كان ولا يزال إنهاء الانقلاب الحوثي، ولم يكن يومًا فرض “شكل محدد للدولة” أو فرض الوحدة بالقوة على شعب يرفضها. إن محاولة ربط شرعية التدخل العربي بفرض الوحدة هو تزييف للحقائق ومحاولة لليّ عنق القانون الدولي.
من “الأفغان العرب” إلى “المليشيا الحوثية”: تاريخ من الفتاوى السوداء
ربط بيان المجلس الانتقالي الجنوبي بين تصريحات النعمان وفتاوى التكفير السابقة التي صدرت في عام 1994. واصفًا النعمان بـ “المفتي الدبلوماسي”، حيث اعتبر أن كلامه لا يقل خطورة عن فتاوى اليدومي والزنداني التي استباحت دماء الجنوبيين سابقًا بذريعة “الردة عن الوحدة”.
في 1994: اعتمدت القوى الشمالية على “الأفغان العرب” والتكفيريين لغزو الجنوب.
اليوم: يسعى النعمان وأمثاله للاعتماد على “المليشيات الحوثية” (أعداء الأمس) لقتال الجنوبيين اليوم.
هذا التحول يكشف أن العداء للجنوب هو الثابت الوحيد لدى هذه القوى، بينما تتبدل التحالفات من “التكفيرية” إلى “السلالية” وفقًا للمصلحة.
سقوط قناع “التقية” وانكشاف الخندق الواحد
لطالما مارس البعض ما وصفه البيان بـ “التقية السياسية”، متظاهرين بالوقوف مع التحالف العربي ومعارضة الحوثي، لكن تصريحات النعمان التي أطلقها “من قلب عاصمة التحالف العربي” وبشكل مباشر، كشفت المستور. لقد أثبتت هذه التصريحات أنهم والحوثي يقفون في “خندق واحد” ضد تطلعات الشعب الجنوبي وضد الأمن القومي العربي، مما يضع علامات استفهام كبرى حول دور هذه القيادات داخل منظومة الشرعية.
صوابية رؤية المجلس الانتقالي: تأمين حدود 1990
ختم المجلس الانتقالي بيانه بالتأكيد على أن هذه التصريحات العدائية هي أكبر دليل على “صوابية الإجراءات العسكرية والأمنية” التي اتخذها الجنوب لتأمين جرافيته بحدود ما قبل عام 1990. إن حالة “الاختراق” التي طال أمدها لم تعد مقبولة، والواقع اليوم يفرض وضع معالجات جذرية لإنهاء أي نفوذ لهذه القوى التي تهدد بتسليم الجنوب لإيران.
الجاهزية القتالية: ضرورة ملحة لمواجهة “التحالف الشيطاني”
إن هذا الوجه القبيح من الاستهداف يعني أن الحرب باتت “مكشوفة”. ولم يعد هناك مجال لحسن النوايا مع قوى تلوح جهارًا بالتحالف مع الحوثي. لذا، فإن رفع درجة الجاهزية القتالية والأمنية في الجنوب العربي باتت ضرورة قصوى لـ:
صد أي محاولات تسلل أو عدوان “وحدوي-حوثي” مشترك.
حماية المكتسبات الوطنية التي تحققت بدماء الشهداء وبدعم من السعودية والإمارات.
إفشال مخططات تحويل الجنوب إلى قاعدة متقدمة للمشروع الإيراني.
إن “التحالف الشيطاني” الذي يلوح به مصطفى النعمان يمثل شهادة وفاة لكل محاولات التعايش مع قوى تضع “الوحدة” فوق “الدين والعروبة والأمن القومي”. يبقى الجنوب العربي، بجيشه وقيادته وشعبه، الصخرة التي تتحطم عليها كل هذه المؤامرات، والدرع الحصين لحماية المنطقة من أطماع طهران وأدواتها، سواء كانوا حوثيين صرحاء أو “وحدويين” متخفين.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا















