شهدت العاصمة عدن،، حدثًا جماهيريًا وتاريخيًا مهيبًا، رسم لوحة فنية من التلاحم الشعبي والمؤسسي، حيث تقدم الاتحاد العام للجمعيات التعاونية السكنية صفوف الحشود المطالبة باستقلال الجنوب.
هذا التحرك الذي قاده جبل ردفان، رئيس الاتحاد، لم يكن مجرد مسيرة عابرة، بل كان استفتاءً شعبيًا جديدًا يؤكد أن كافة قطاعات المجتمع الجنوبي، بما فيها الاتحادات العمالية والخدمية، تقف صفًا واحدًا خلف المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق الهدف المنشود: استعادة دولة الجنوب العربي.
انطلاق الموكب المهيب: من خور مكسر إلى ساحة العروض
بدأت تفاصيل الملحمة من أمام محطة الذيباني بمديرية خور مكسر، حيث توافد الآلاف من موظفي الدولة، ومنتسبي وأعضاء الجمعيات التعاونية السكنية. انطلق الموكب مشيًا على الأقدام في رسالة إصرار وتحدٍ، شقت طريقها عبر شوارع العاصمة حتى التحمت بالحشود المرابطة في ساحة العروض، قلب عدن النابض بالثورة.
رفع المشاركون في الموكب صور الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، وأعلام دولة الجنوب، مرددين هتافات تطالب بالخلاص من التبعية وإعلان الاستقلال الكامل.
إن هذا الالتحام بين موظفي القطاعات السكنية والمعتصمين في الساحة يعكس وحدة المصير وتكامل الأدوار بين النضال النقابي والنضال السياسي الميداني.
موسيقى النصر: الفرقة النحاسية تلهب حماس الجماهير
تميز موكب الاتحاد العام للجمعيات السكنية بمشاركة فريدة من نوعها، حيث تقدمت الفعالية الفرقة النحاسية التابعة لجمعية الموسيقى السكنية. عزفت الفرقة مقطوعات وطنية جنوبية خالدة، أضفت طابعًا حماسيًا ووطنيًا مهيبًا، مما أعاد للأذهان أمجاد الاحتفالات الوطنية الجنوبية العريقة. كانت الألحان تعزز روح الصمود، وتؤكد أن الثقافة والفن جزء لا يتجزأ من هوية دولة الجنوب العربي التي يسعى الجميع لاستعادتها.
كلمة جبل ردفان: رسائل سياسية بصبغة نقابية
في ساحة العروض، ووسط ترقب جماهيري واسع، ألقى الأستاذ جبل ردفان كلمة تاريخية، لخص فيها موقف الاتحاد ومنتسبيه. ومن أبرز ما جاء في كلمته:
المباركة بالانتصارات العسكرية: جدد ردفان مباركة الاتحاد للواء عيدروس الزُبيدي بمناسبة الانتصارات الساحقة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرًا أن تأمين هذه المحافظات هو تأمين لقلب الجنوب النابض بالثروات.
التفويض المطلق للقيادة: أكد الدعم الكامل لتوجهات القيادة السياسية الجنوبية في كافة خطواتها الدبلوماسية والعسكرية الرامية إلى فرض واقع سياسي جديد يحترم إرادة الشعب.
الإرادة الشعبية والمستقبل: أشار إلى أن المشاركة في الاعتصام المفتوح هي تجسيد حي للإرادة الشعبية التي لا تقهر، والرامية لبناء دولة جنوبية فيدرالية يسودها النظام والقانون والعدالة والكرامة.
دلالات انخراط الاتحادات السكنية في الحراك السياسي
يمثل انخراط الاتحاد العام للجمعيات السكنية في فعاليات “الاعتصام المفتوح” تحولًا استراتيجيًا في مسار الثورة الجنوبية، وتكمن أهمية هذه المشاركة في النقاط التالية:
القاعدة الجماهيرية العريضة: يضم الاتحاد آلاف الموظفين والمنتسبين، مما يعني أن قاعدة التأييد للمجلس الانتقالي تمتد لتشمل عمق الجهاز الإداري والخدمي للدولة.
الاستقرار الاجتماعي: تأكيد الاتحاد على بناء دولة “الأمن والاستقرار” يعكس وعي الكوادر الجنوبية بأن استعادة الدولة هي الطريق الوحيد لحل مشكلات الإسكان، والخدمات، والعيش الكريم.
الشرعية المؤسسية: انضمام الاتحادات الرسمية والمدنية للاعتصامات يسحب البساط من تحت أقدام القوى المعادية، ويؤكد للعالم أن مؤسسات المجتمع المدني في عدن والجنوب هي من تقود حراك الاستقلال.
الانتصارات في حضرموت والمهرة: المحرك الأساسي للزخم
لا يمكن فصل تحرك موكب الجمعيات السكنية عن السياق العام للانتصارات الجنوبية في حضرموت والمهرة. لقد شكلت هذه الانتصارات دفعة معنوية هائلة للمواطنين في العاصمة عدن، وجعلت من “إعلان دولة الجنوب” أمرًا وشيك الحدوث في نظر الكثيرين. إن السيطرة على الأرض في الشرق الجنوبي عززت من ثبات المعتصمين في عدن، وأكدت أن القيادة تسير بخطى ثابتة نحو السيادة الكاملة.
الاصطفاف الوطني: الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات
شدد المشاركون في الفعالية على أن “الاصطفاف الوطني” هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات. ففي الوقت الذي تتعرض فيه القضية الجنوبية لمحاولات الالتفاف، يأتي موكب الاتحاد العام للجمعيات السكنية ليؤكد أن الموظف، والموسيقي، والعامل، والجندي، كلهم في خندق واحد خلف الرئيس عيدروس الزُبيدي.
إن السعي نحو استعادة الدولة الجنوبية بحدودها المتعارف عليها قبل عام 1990م لم يعد مجرد شعار، بل أصبح واقعًا تفرضه الجماهير في الساحات، وتحميه القوات المسلحة في الميادين، وتؤيده المؤسسات والاتحادات في قلب العاصمة عدن.
عدن ترسم ملامح الدولة الفيدرالية القادمة
في ختام فعاليتهم، أكد منتسبو الجمعيات السكنية أنهم مستمرون في التصعيد السلمي حتى تحقيق كافة المطالب الوطنية. إن المشهد في ساحة العروض اليوم يبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي: “شعب الجنوب العربي قرر مصيره، ولن يتراجع حتى يرى علم دولته يرفرف في المحافل الدولية كدولة فيدرالية حديثة تضمن حقوق الجميع”.
إن هذا الزخم الشعبي، المدعوم بالانجازات العسكرية والتماسك المؤسسي، يثبت أن القضية الجنوبية تمر بأزهى مراحل قوتها، وأن فجر الاستقلال بات قريبًا جدًا، بفضل تلاحم القيادة والقاعدة الشعبية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا















