في تطور استراتيجي يعكس حالة “الإجماع المؤسسي” المتصاعد خلف تطلعات شعب الجنوب العربي، أعلنت قيادة وزارة النفط والمعادن من العاصمة عدن، موقفًا تاريخيًا منحازًا للإرادة الشعبية الجنوبية.
هذا البيان، الصادر في 24 ديسمبر 2025، يمثل نقطة تحول كبرى في مسار استعادة مؤسسات الدولة الجنوبية، حيث تضع أهم وزارة سيادية وإيرادية ثقلها خلف مشروع تقرير المصير والاستقلال.
دلالات انحياز “النفط والمعادن” للإرادة الجنوبية
لم يكن بيان وزارة النفط مجرد إعلان سياسي عابر، بل هو رسالة بالغة الدلالة للداخل والخارج. فالوزارة التي تدير شريان الاقتصاد الوطني وموارد الطاقة، تؤكد أن الكوادر والقيادات الإدارية والفنية باتت جزءًا لا يتجزأ من الحراك الوطني الرامي إلى بناء دولة الجنوب العربي.
الشرعية الشعبية: أعلنت الوزارة تأييدها الكامل للحق المشروع لشعب الجنوب في تقرير مصيره، مستندة إلى التضحيات الجسيمة التي قُدمت في سبيل الحرية والكرامة.
الإدارة الذاتية والمؤسسية: يعكس البيان جاهزية المؤسسات الجنوبية لإدارة مواردها بعيدًا عن المركزية التي عطلت التنمية لعقود، مما يعزز الثقة الدولية في قدرة الجنوبيين على إدارة قطاع الطاقة باحترافية.
حماية الثروات السيادية: التزام بالمسؤولية الوطنية
أكدت الوزارة في بيانها التزامها التام بصون وحماية الثروات النفطية والمعدنية. هذا الالتزام يقطع الطريق أمام محاولات القوى المعادية للعبث بالموارد أو تهريبها، ويضع النقاط على الحروف فيما يخص “سيادة الجنوب” على أرضه وثرواته.
أولويات الوزارة في المرحلة الراهنة:
تطوير القطاع الحيوي: العمل بروح المسؤولية الوطنية لضمان استدامة الموارد وتحديث المنشآت النفطية.
الاستقرار الخدمي: الحرص الكامل على توفير احتياجات الأسواق المحلية من المشتقات النفطية، وهو ما يمس الحياة اليومية للمواطن الجنوبي بشكل مباشر.
تثبيت الأمن الاقتصادي: المساهمة في بناء مؤسسات الدولة وتثبيت ركائز الاستقرار المالي والخدمي في العاصمة عدن وكافة محافظات الجنوب.
الدور المحوري للتحالف العربي: إشادة بجهود المملكة والإمارات
لم يغفل بيان وزارة النفط والمعادن الدور التاريخي للأشقاء في دول تحالف دعم الشرعية. حيث ثمنت الوزارة عاليًا مواقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مساندة الشعب الجنوبي.
إن الإشادة بالدور الإماراتي والسعودي في دعم جهود الاستقرار والتنمية يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القيادة الجنوبية ودول التحالف. هذه الشراكة هي الضمانة الحقيقية لتأمين ممرات الطاقة العالمية ومواجهة التهديدات الإقليمية، وتؤكد أن الجنوب المستقل سيكون شريكًا موثوقًا في منظومة الأمن العربي والدولي.
الإجماع المؤسسي: هل اقتربت ساعة الاستقلال؟
يأتي بيان وزارة النفط ضمن سلسلة من المواقف المشابهة لمؤسسات وهيئات رسمية في الجنوب، مما يشير إلى وجود “إجماع مؤسسي” غير مسبوق. هذا الزخم يعطي المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي تفويضًا إداريًا وسياسيًا قويًا للمضي قدمًا في إجراءات فك الارتباط واستعادة الدولة.
استعادة دولة الجنوب: ضمانة للأمن الإقليمي والدولي
يرى المراقبون أن تحول الوزارات السيادية في عدن نحو دعم المشروع الجنوبي يرسخ واقعًا جديدًا لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله. استعادة دولة الجنوب العربي تعني:
تأمين خطوط الملاحة: وجود سلطة جنوبية مستقرة تسيطر على مواردها يحمي الممرات المائية من القرصنة والتهديدات الإيرانية.
مكافحة الإرهاب: الدولة الجنوبية القوية هي الشريك الفعلي في تجفيف منابع تمويل الجماعات المتطرفة.
الاستقرار الطاقوي: إدارة النفط من عدن تضمن تدفق الإمدادات بانتظام بعيدًا عن الابتزاز السياسي الذي تمارسه قوى صنعاء.
الجاهزية الإدارية والفنية لبناء الدولة
من خلال بيانها، أظهرت وزارة النفط أن الكادر الجنوبي في مختلف الشركات والوحدات التابعة للوزارة يتمتع بالجاهزية الكاملة للعمل تحت راية الجنوب. هذا “النضج المؤسسي” يدحض ادعاءات الخصوم حول صعوبة إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية. فالوزارة تؤكد أنها مستمرة في أداء مهامها لتوفير الخدمات وتثبيت ركائز الأمن الاقتصادي كجزء من عملية بناء الدولة الحديثة.
عهد جديد من السيادة
يمثل بيان 24 ديسمبر 2025 صرخة استقلال من قلب المؤسسات الاقتصادية. إن انحياز وزارة النفط والمعادن لمطالب الشعب هو اعتراف صريح بأن زمن “التبعية المركزية” قد انتهى، وأن موارد الجنوب العربي ستكون من اليوم فصاعدًا في خدمة أبناء الجنوب وتنمية أرضهم، تحت مظلة قيادتهم السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
إن هذا الموقف التاريخي يضع اللبنة الأساسية في جدار السيادة الوطنية، ويؤكد للعالم أجمع أن الجنوب ماضٍ نحو هدفه المنشود بخطى ثابتة ومؤسسية، مستندًا إلى قوة الحق وإرادة الشعب وتلاحم مؤسساته السيادية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















