تقرير – عرب تايم/خاص:
منذ اجتياح الجنوب في صيف 1994م، تعرض أبناء الجنوب لسياسات ممنهجة من التهميش والتعتيم، وحرب شرسة استهدفت التعليم والوعي والهوية، في محاولة لكسر إرادة شعب آمن بحقه وعدالة قضيته.
إلا أن كل تلك السياسات فشلت فشلًا ذريعًا، وبقي الجنوب حاضرًا في الوجدان، متجددًا بأجياله.
واليوم، تتجلى الحقيقة واضحة في مشهد رمزي عميق الدلالة، يتمثل في الشبلين الصغيرين أسعد وبركان من محافظة الضالع، اللذين، ورغم صغر سنهما، يبعثان برسالة قوية مفادها أن الجنوب لم يهزم، وأن مشروع طمس الوعي قد سقط إلى غير رجعة.
فهذان الشبلان لم يولدا في فراغ، بل نشآ في أسرة مناضلة، وتربيا على معاني الكرامة والنضال والانتماء، في بيئة صنعت الرجال وخرجت الأبطال. لقد حاولت قوى الاحتلال اليمني، عبر تدمير التعليم وإقصاء العقول وتغييب الحقيقة، أن تصنع جيلًا بلا هوية، لكنها فوجئت بجيل أشد وعيًا وأكثر تمسكًا بأرضه وقضيته.
إن أسعد وبركان ليسا سوى نموذج من آلاف الأشبال الذين كبروا على سماع حكايات النضال، ورأوا التضحيات رأي العين، فحملوا القضية في قلوبهم قبل أن يحملوها على أكتافهم.
وهذا ما يؤكد أن الجنوب لم يكن يومًا قضية لحظة، بل مسيرة أجيال.
وللضالع… التحية تليق بمقامها،
فالضالع كانت ولا تزال حاضرة في الجبهات، وفي الساحات، وفي كل ميدان شرف.
وإذا نادى النداء، وجدنا أبناءها في أول الصفوف، لا يتأخرون ولا يتراجعون، يقدمون الغالي والنفيس دفاعًا عن الأرض والكرامة.
ويؤكد أبو الخطاب في هذا التقرير أن حرب الأعداء على التعليم قد فشلت فشلًا ذريعًا، وأن سياسات التهميش لم تنتج إلا مزيدًا من الوعي والإصرار، وأن الجنوب اليوم يزداد قوة بأبنائه وأشباله، الذين وُلدوا على حب الوطن، وتربوا على النضال، وسيواصلون مسيرة الكفاح مهما تعاظمت التحديات.
لله دركم يا أهل الضالع… جنوب ينجب مثل هؤلاء الأشبال، جنوب لا يمكن أن يكسر.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم”ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية














