حثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني زعماء حزبها السياسي يوم الثلاثاء على رفض معاداة السامية والعنصرية والحنين إلى الأنظمة الشمولية بعد أن قامت إحدى وسائل الإعلام الإيطالية بتصوير أعضاء الجناح الشبابي لحزبها بكاميرا خفية يمجدون الفاشية.
وكتبت ميلوني في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى مديري حزبها، إخوة إيطاليا: “أنا غاضبة وحزينة بسبب الطريقة التي تم بها تمثيلنا من خلال سلوك بعض الشباب في حركتنا”.
تم تصوير التقرير الإخباري، الذي صدر في حلقتين الشهر الماضي، من قبل صحفي يعمل لدى وكالة الأنباء الإيطالية والذي انتحل صفة ناشط في المنظمة الوطنية للشباب، الذراع الشبابية لإخوان إيطاليا.
وذكر التقرير أن لقطات الكاميرا الخفية أظهرت أعضاء الحركة وهم يؤدون التحية الفاشية، ويشيدون بالديكتاتور الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، ويأمرون آخرين بنشر ملصقات تحمل شعارات فاشية، ويعرّفون أنفسهم كفاشيين. وتم تصوير الأشخاص الذين حددهم التقرير على أنهم أعضاء في مجموعة الشباب وهم يهتفون “Sieg Heil”، وهو شعار على الطراز النازي. وتم تصوير آخرين تم تحديدهم على أنهم أعضاء في جناح الشباب وهم يدلون بتعليقات عنصرية ومعادية للسامية.
وكان التقرير بمثابة ضربة لميلوني، التي على الرغم من جذورها في حزب ولد من حطام الفاشية، فقد سعت إلى تجاوز ذلك الماضي وتعهدت بتصوير نفسها كزعيمة حديثة وعملية، قائلة مرارا وتكرارا أن الفاشية تنتمي إلى التاريخ.
ولكن بعد مرور ما يقرب من عامين على توليها منصبها، اضطرت إلى تذكير قيادة حزبها بضرورة ترك هذا الإرث وراءها. وقد أظهرت هذه الحقيقة أن التحول لم يكتمل بعد، وأن الحنين إلى عناصر من الماضي المظلم لإيطاليا لا يزال قائماً، على الأقل في بعض أجزاء من الحزب الذي نما من حركة هامشية إلى أكبر قوة حاكمة في إيطاليا، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وقد أثار هذا القرار غضب المشرعين اليساريين. فقد اتهمت ميشيلا دي بياسي، عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الإيطالي، شباب حزب ميلوني بتمجيد أولئك الذين “لطخوا تاريخ بلادنا بدماء الاضطهاد”.
وانتقدت ميلوني ونواب من حزبها تكتيكات الصحفي، قائلين إن التقرير لا يمثل الهوية الحقيقية لحزبها أو حركته الشبابية، بل يمثل أقلية صغيرة. وقال لوكا سيرياني، عضو البرلمان عن إخوان إيطاليا، إن التقرير استند إلى صور مجزأة تم إخراجها من سياقها. وأقر أعضاء آخرون في الحزب بهذا السلوك وأدانوه.















