انتهت جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، في العاصمة العمانية مسقط، دون تحقيق أي تقدم يذكر، بسبب تعنت ميليشيات الحوثي، بحسب تصريحات رسمية من الجانب الحكومي.
اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثيين باستخدام ملف الأسرى كمقايضة سياسية وإعلامية، بدلا من إظهار أي جدية في إطلاق سراح المعتقلين.
وقال المتحدث باسم الفريق الحكومي المكلف بالتفاوض بشأن الأسرى والمختطفين، ماجد فاضل، لصحيفة “ذا ناشيونال” الإنجليزية، إن “العقبات تكمن في عدم جدية الحوثيين في هذه العملية وعدم اهتمامهم بأسراهم، بل استخدام الملف للمساومة السياسية والإعلامية”.
ورغم تعثر المفاوضات، إلا أنها شهدت “اختراقا كبيرا” تمثل في اتفاق الطرفين على إطلاق سراح محمد قحطان، السياسي اليمني الموالي للحكومة والمعتقل لدى الحوثيين منذ تسع سنوات.
وقال مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانز جروندبرج، إن “المفاوضات أدت إلى اختراق كبير حيث توصل الطرفان إلى تفاهم بشأن إطلاق سراح محمد قحطان”.
لكن هذا الاختراق سرعان ما اصطدم برفض حوثي في اللحظة الأخيرة، حيث أكد فاضل أن “قحطان شخصية مهمة للغاية في اليمن، وقد ارتكب الحوثيون فظائع حقوقية خطيرة بحقه، وتشدد المنظمات الحقوقية الدولية على ضرورة إطلاق سراحهم وهم بصحة جيدة، ووافقنا على إطلاق سراحه، لكن الحوثيين رفضوا في اللحظة الأخيرة إجراء أي تبادل”.
ورغم فشل الجولة الحالية، اتفق الجانبان على عقد اجتماع آخر “لتحديد أسماء المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم والترتيبات المتعلقة بالإفراج عن قحطان”، بحسب الأمم المتحدة.
وقال فاضل إن الجولة المقبلة من المفاوضات من المرجح أن تتم خلال شهرين.
وتأتي هذه العقبة وسط جهود مستمرة لإنهاء الصراع في اليمن، والتي شهدت بالفعل إطلاق سراح أكثر من 200 معتقل في عام 2023، بما في ذلك صحفيون بارزون، ما يمثل خطوة مهمة نحو تخفيف التوترات وتحقيق السلام في المنطقة التي مزقتها الحرب.














