تواصل قوات الاحتلال اليمني حربها الشرسة على الجنوب في محاولة يائسة لإخضاعه من جديد وإعادة احتلاله بعد أن تمكن الشعب الجنوبي ومقاومته الوطنية وقواته المسلحة من تحرير معظم الأراضي الجنوبية وطرد الاحتلال وتطهير الجنوب من الإرهاب الذي زرعه المحتل في الجنوب وموله لتنفيذ مخططه الهادف إلى إغراق الجنوب في الفوضى والصراعات وإفشال جهود الشعب الجنوبي في استعادة دولته واستقلاله الرسمي بعد عقود من الاحتلال الذي دمر كل مقومات الدولة الجنوبية وطمس هويتها الوطنية ومعالمها الأثرية والتاريخية.
ورغم أن قوات الاحتلال لجأت إلى أقذر الأساليب والوسائل وتجردت من المبادئ والأخلاق والقيم الإنسانية في حربها على الجنوب من خلال نشر الفتنة وخلق الفوضى والتحريض المناطقي والقبلي في الجنوب، إلا أن الشعب الجنوبي أظهر مستوى عالياً من الوعي وأحبط فرصة الاحتلال لإشعال النار في الجنوب برفضه تحويل مخطط اختطاف المقدم علي عشال إلى قضية سياسية ووقوفه إلى جانب الأجهزة الأمنية في تعقب المجرمين والمطالبة بإيقاع أقصى العقوبات على كل من تورط في الجريمة.
قوات الاحتلال متعطشة لسفك دماء الجنوبيين
إن اختطاف العقيد علي عشال الجعداني وما رافقه من حملات تحريض ومحاولات إشعال الفتنة الجنوبية، كان آخر فصل في المخطط التآمري ضد الجنوب، وجريمة أخرى ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الجنوبي الرافض لإعادة الجنوب إلى باب اليمن.
وتظهر هذه المؤامرة القذرة مدى الحقد اليمني على الشعب الجنوبي، وتعطشهم لسفك دماء الجنوبيين، الذين سالت دماؤهم بغزارة دفاعاً عن أرضهم طوال عقود من الاحتلال.
الشعب اليمني يختلف في كل شيء، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجنوب يتفق الجميع، سياسيين ومثقفين ورجال دين وشيوخ قبائل وعامة الناس، على ضرورة تدميره وقتل أهله وتهجيرهم ونهب أرضه وتسليمه للمستوطنين من أجل تغيير الوضع الديمغرافي للجنوب والتخلص من الشعب الجنوبي نهائيا.
الناس الواعين
واجه المواطن الجنوبي حملات تحريضية اعلامية ومحاولات لحرف قضية اختطاف العقيد علي عشال عن مسارها الاجرامي وتحويلها الى قضية سياسية ومناطقية على درجة عالية من النضج والوعي، وادرك شعبنا منذ اللحظة الاولى ان اعداء الجنوب يحاولون استغلال هذه القضية لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي والاجهزة الامنية وافتعال صراع مناطقي بين ابناء الجنوب.
وتوحد شعب الجنوب في قضية اختطاف العقيد عشال، وعبرت كافة فئات شعب الجنوب عن استنكارها للجريمة، مطالبة الأجهزة الأمنية بملاحقة المتورطين في الجريمة وتقديمهم للعدالة للمحاكمة العاجلة وكشف ملابسات الجريمة للرأي العام الجنوبي.
وقال المواطن علي الدباب: إن تطورات قضية الأشعل جاءت عكسية لمخططات الأعداء، حيث توحد أبناء الجنوب في المطالبة بالقبض على المجرمين، وأعرب أبناء الجنوب بكل مناطقهم عن تضامنهم مع أسرة العقيد الأشعل ومحاكمة المجرمين وإنزال أقصى العقوبات بهم.
في حين يقول خالد القرن: إن هذه القضية أثبتت مدى تلاحم شعب الجنوب، رغم حملات التحريض التي تنتهجها قوات الاحتلال لإثارة الصراع بين أبناء الجنوب.
التعاون مع الأجهزة الأمنية ضرورة مطلقة.
وأثبتت هذه الحالة أن قوات الاحتلال لن تترك أي وسيلة مهما كانت بشعة لاستهداف الجنوب وشعبه.
إن هذه الكراهية الأبدية والمحاولات القذرة لإشعال النار في الجنوب ومخطط تصدير الفوضى والاقتتال يتطلب موقفا موحدا للشعب الجنوبي والانحياز الكامل إلى الأجهزة الأمنية لمواجهة المشاريع التآمرية على الجنوب قبل أن يقع في مستنقع الفوضى والاقتتال الداخلي وعودة الاحتلال.
ويؤكد المواطن بدر منصور على أهمية التلاحم بين المواطن الجنوبي والأجهزة الأمنية في مواجهة كل المخططات الإجرامية التي تهدف إلى إغراق الجنوب بالصراعات والحروب الداخلية.
ويقول بدر إن قوات الاحتلال لن تتردد في مهاجمة الجنوب إذا استطاعت نشر الفرقة والفتنة والاقتتال بين أبنائه.
سترتكب قوات الاحتلال اليمني أبشع المجازر بحق أبناء الجنوب ولن تفرق في جرائمها بين محافظة وأخرى، فأبناء الجنوب بكل فئاتهم هدف لقوات الاحتلال والعصابات الإرهابية، ومن يتابع الرأي العام في اليمن ومدى التحريض ضد أبناء الجنوب يدرك خطورة الأمر وأن كل مواطن يمني يعتبر أبناء الجنوب هدفاً مشروعاً يجب تصفيته وإبادته، وهو ما ينذر بوقوع جرائم إبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال.
إن هذه المخاطر تجعل تلاحم الشعب الجنوبي وأجهزته الأمنية وقوات الجيش واجباً حتمياً وضرورة مطلقة.
استقرار أمني رغم حملات التحريض
يعيش الجنوب حالة مستقرة وآمنة بفضل الجهود التي تبذلها القوى الأمنية والجيش رغم كل المعوقات والصعوبات وعدم تعاون البعض مع الجهود التي يبذلونها أو عدم تقدير الوضع الذي يمر به الجنوب والمخاطر التي تهدد أمنه واستقراره من قبل القوى المحتلة والمنظمات الإرهابية التابعة لها.
هناك بعض الأخطاء التي تحدث ويستغلها الأعداء للإساءة والتحريض على الأجهزة الأمنية، وهي أخطاء لا يجوز التغاضي عنها أو تبريرها، ولكن ما يجب الحذر منه هو مساعدة الأعداء في مخططاتهم لزعزعة الأمن والاستقرار من خلال اصطياد الأخطاء ومحاولة تضخيمها وإهانة الأجهزة الأمنية والشرطة وتقويض علاقتها بالشعب.
إن الغالبية العظمى من المواطنين الجنوبيين يدركون حجم الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية، ويدركون أيضاً الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، وهو ما ينعكس على أوضاع الأجهزة الأمنية التي تعمل في ظروف معقدة وتفتقر إلى الكثير من الإمكانات، ورغم ذلك استطاعت أن تطهر الجنوب من الإرهاب وتفرض حالة من الأمن والاستقرار، مسلحة بالولاء للوطن والأرض، ومدعومة بشعب يدرك ويقدر حجم التضحيات التي قدمتها قوات وطنه الأمنية والعسكرية.
















