كتب/ النقيب/ محمد الحوثري
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (( وَمَا أنفقتم من شيء فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) صدق الله العظيم .
” على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتـأتـي على قدر الكرم الكرائم ”
– ليس من طبعي الحديث عن الأشخاص بالمدح لما في ذلك دائماً من حرج لكن مما لاشك فيه أن هنالك بعض الأشخاص يفرضون عليك إحترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق ووقفة إنصاف يستحقونها ..
سعيد ومحمد وأحمد أبناء الشيخ الفاضل صالح عبد ربه العمقي من أبناء محافظة حضرموت وتحديداً الريدة الشرقية منطقة حظاتم ✓.
هؤلاء الرجال يذكرونني دوماً بالأنهار المتدفقة دائمة العطاء والجريان ، لم يكونوا مجرد أرقام في مليارات البشر وإنما كانوا رجالاً بأمة ، كانوا أنهاراً من الخير ، إناساً من طراز فريد ، أحبَهم الناس وأحبوا الخير للناسِ فكأنهم الغيث حيثما وقعوا ، هؤلاء الأسماء لا أعتقد يجهلهم أحد فأسماؤهم ترتبط دائماً بالأعمال الخيرية ، إنهم بلاشك أبناء ال العُمقي روّاد العمل الخيري في حضرموت وماجاورها ، رجال عرفوا الله فعبدوه أحسن عبادة وعرفوا حق العباد عليهم فأدوا رسالة الله في حق عباده ، إنهم أصحاب السيرة العطرة والإرث الإنساني الزاخر بالعطاء ..
ال العمقي !
إقترن أسم هؤلاء الرجال بعالم الصرافة والأموال ، بدأت مسيرتهم العملية متواضعة وبالكد والكفاح والمثابرة فرضوا إحترامهم على الجميع فكانت مسيرتهم في عالم المال والأعمال وكان شعارهم دوماً من جد وجد ومن زرع حصد ، فمشوا في هذا الطريق على بركة الله .. رجالاً عصاميين بالرغم من نجاحهم البارز في مجال المال والأعمال نراهم بعيدون عن الأضواء والمقابلات والإطلالات التلفزيونية إيماناً بثقافة ، فكر، شهامة ، نبل وإستقامة هؤلاء الرجال ووطنيتهم ..
يتمتع هؤلاء الرجال بشعبية واسعة جداً في منطقتهم تحديداً وفي محافظة حضرموت وبل في اليمن عامةً وهم لطالما كرسوا معظم وقتهم لخدمة الناس .
لقد لمع أسم *قبيلة العمقي* وأصبح إسماً مميزاً وارتبط إرتباطاً وثيقاً بأسم *شركة العمقي للصرافة* التي تم تأسيسها في عام 1992 فكان هذا العام عاما مميزاً في عالم الصرافة والتحويلات المالية بعد بدايات كانت متواضعة ، بعدها وبحنكة تجارية وعالية توسعت أعمالهم وأخذت بالأنتشار في عموم محافظات البلاد وبشكل متسارع ومدروس وإنتشرت فروعهم في شتى مناطق اليمن حيث إستعانوا في تسيير أعمالهم المصرفية بكافة الخبرات والكوادر المتعلمة وخريجي الجامعات في جميع التخصصات المالية والهندسية وكذا بأفضل الخبرات العربية المصرية والأردنية في الإدارة والشوؤن المالية ، فانتشرت فروعهم في اغلب المحافظات وبلغ تعداد موظفين خلال سنوات قليلة الى المئات من الموظفين منتشرين على كافة الفروع فكان هذا منهم إسهاماً وطنياً كبيراً في تشغيل الكثير من الناس والأيدي العاملة من الشباب وخريجي الجامعات .
مسيرتهم كانت ناجحة بما تحمله الكلمة من معنى وكان شعارهم دوماً مع زبائنهم الثقة ،الأمانة ، النزاهة والصدق ومن كانت هذن شعاراته كان الله معاه ، نتيجة ذلك إزدهرت وتطورت أعمالهم وبارك الله في جميع خطواتهم فكبرت وتوسعت تعاملاتهم وإزدادت شهرتهم وإزدادت ثقة الناس بهم وإستحسن كثيراً من العملاء تعاملهم واصبح الكثير من الناس من ضمن روّادهم وزبائتهم وكان منهج عملهم دائماً التطوير المستمر والتعامل الميسر وبهذا قدموا أسهل وأرقى الخدمات المصرفية المتميزة وسهلوا الخدمات للزبائن وإستخدموا التكنولوجيا في تيسير الخدمات ، فهذا الشيء أسهم في فترة قياسية في جعل هذا الشركة من أفضل شركات الصرافة في عموم البلاد وبل تُنافس كثير من الشركات الأقليمية .
إزدادت ارباحهم ونجحت اعمالهم ولأن نشأتهم طيبة وعلاقتهم ويقينهم بالله كبير كانوا خلال كل مسيرتهم العملية والتجارية رحماء بالناس وخاصة الفقراء والمحتاجين والمرضى ؛ لأنهم كانوا دائماً على يقين وثقة بأنه لولا بركة الله وتوفيقه لما وصلوا لما وصلوا إليه الآن ، فساهموا إسهاماً كبيراً في كثير من الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين وتنفيس كرباتهم وهي من أعمال البر الكبيرة التي يتقرب بها العبد إلى الخالق التي كان يرجون ثوابها في الآخرة وصرفوا فيها الملايين إبتغاء وجه الله دون ضجيج أو أعلام .. لانستطيع سرد جميعها في مقالي هذا وسأذكر بعضاً منها :
قاموا بأنشاء مؤسسة خاصة بموظفيها هدفها مد يد العون إلى المرضى المحتاجين الذين يجدون صعوبة في تحمل تكاليف العلاج* ؛ وذلك سعياً منهم في تخفيف من آلامهم ومحاولة إيجاد طرق لعلاج ما أصيبوا به من أسقام ؛ فتقوم المؤسسة بتقديم الخدمات إليهم بهدف رسم الابتسامة على وجوه الكثيرين ممن عجزوا عن دفع تكاليف العلاج .
وكذا بنوا المساجد وتكفلوا بتجهيز الكثير منها .وكان الشباب من ضمن اهدافهم فقاموا بتيسير وتسهيل كثير من الزواجات الجماعية وهي من الامور التى حث عليها الاسلام وخصوصاً في هذا الزمن الصعب الذي كثر فيه الفتن وتحرير المرأة .
وكان لقوت الناس جانب مميز في أعمالهم الخيرية ؛ فقاموا بتمويل وتنفيذ مشروع الرغيف الخيري ، وأنشأوا الكثير من المخابز بهدف توفير مادة الحياة الأساسية وهي الخبز لشريحة أصحاب الدخل المحدود والفقراء والمرضى وغيرهم ممن يئنون تحت وطأة الفقر والحاجة .. بالتوازي مع عشرات المشاريع التي تنفذها شركة العمقي للصرافة في المجالات الصحية ،التعليمية ، الاجتماعية ، الإغاثية والتنموية وكذا دعمهم لكثير من المجالات الأخرى الشبابية والرياضية .
وفي الأخير أقول كتبت ما أستطيع كتابته وأعلم إنني مقصر في سرد كل مناقبهم وأعلم إنني أخفقت في الكثير لأني لاأتقن كثيراً العمل في عالم الصحافة والكتابة فأن اصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، وأعلم أن موضوعي هذا قد يسبب لي لوم منهم ؛ لأنهم لايُحبوا أن يكتب عنهم أحد ويرجع سبب هذا بأنهم ناس أفاضل يبتغون من كل مايعملوه من خير وجه الله ، وأنا حاولت أن لا أكتب وتصارعت مع نفسي والقلم ، ولكن غلبتني نفسي وكتبت هذا الموضوع ويعلم الله انني لا أريد منه اي جزاء دنيوي ولكن اريد من الغير ممن يملكون الأموال الأقتداء بهؤلاء الرموز المشرفة والعمل بأعمالهم لنفع الناس ومساعدتهم .
ومن القلب أوجه كلمة شكر مشفوعة بالإمتنان والتقدير إلى الخيّرين أمثالهم الذين جادت أياديهم الكريمة بالخير وأنفسهم العظيمة بالبذل والعطاء إسعاداً للفقراء والمساكين والأيتام والمعاقين والأرامل والمطلقات .
((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ)) صدق الله العظيم .















