وبحسب تحليل نشره مركز الدراسات الأمريكية “ذا أتلانتيك كاونسيل” حول وضع جماعة الحوثي والمحور الإيراني إذا حدث أسوأ الاحتمالات للجماعة واغتيال زعيمها عبدالملك الحوثي. وقال مركز الدراسات الأمريكية في المقال التحليلي إنه في 29 سبتمبر/أيلول، بدأت الشائعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أفادت وسائل التواصل الاجتماعي، بسقوط مروحية تقل قادة من الحرس الثوري الإيراني والحوثيين المتمركزين في اليمن، جنوب غربي إيران.
وبحسب التقارير فإن الحادث أدى إلى مقتل عدد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني وقيادات حوثية، بينهم المتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام، والقيادي الحوثي عبد الملك الحوثي، لكن محللين وسرعان ما دحضت هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية لم تذكر شيئا يدل على صحة هذه الشائعات.
وأثبت الحوثي لاحقا أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة تماما عندما ألقى كلمة في ذكرى عملية “فيضان الأقصى” في 7 أكتوبر 2024.
ويقول مركز الدراسات “بينما الحوثي لا يزال على قيد الحياة اليوم، فإن موته على المدى القصير سيؤثر على قدرة الجماعة على العمل وتوسيع الفراغ القيادي داخل المحور الإيراني”.
ويضيف المجلس الأطلسي: “بعد صعوده إلى منصب القائد العسكري للحوثيين عام 2004 ووفاة شقيقه حسين بدر الدين الحوثي، جعل الحوثي من نفسه لا غنى عنه للجماعة، وتعززت حيويته في عام 2010 عندما حل محل والده بدر الدين الحوثي كزعيم ديني وسياسي للجماعة. .
ويستطرد قائلا: “منذ وضع التنظيم تحت سيطرته الكاملة، نجح الحوثي في تحويل ما كان يعرف بـ”المليشيات المتفرقة” إلى تنظيم عسكري قادر على تهديد القوى الإقليمية وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. ومضيق باب المندب وخليج عدن.
وأوضح المركز أنه منذ بدء هجمات الحوثيين العام الماضي، انخفضت حركة المرور عبر قناة السويس بنسبة 66 بالمائة، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض دليل على تراجع نفوذ واشنطن.
ومن خلال استغلال الفراغ الأمني الذي خلفته الولايات المتحدة في المنطقة، أثبت الحوثيون وجودهم من خلال شن هجمات غير مسبوقة على إسرائيل والشحن الدولي، بينما تمكنوا في الوقت نفسه من الصمود في وجه الضربات الجوية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً أرض-أرض سافر أكثر من 1200 ميل إلى تل أبيب، كما تعرضت عدة مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية لهجوم معقد بالصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار في البحر الأحمر.
وقد أدت هذه الجهود إلى رفع الصورة الدولية للجماعة إلى حد كبير ومنحتها نفوذاً.
وفي هذا السياق، يشير مركز الدراسات إلى أن الدور الحاسم الذي يواصل الحوثي القيام به في اليمن وضمن شبكة حلفاء إيران وعملائها قد يجعله هدفاً لإسرائيل، وهو الخوف الذي من المؤكد أن يتزايد في ظل التطورات الأخيرة. اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزعيم حماس يحيى السنوار مؤخرا.
ويوضح المركز الأمريكي أنه بغض النظر عن السبب المباشر لمقتل الحوثي، فإن موته لن يعني نهاية سريعة للحوثيين بالكامل، بل سيؤدي بدلا من ذلك إلى فترة من عدم اليقين بالنسبة للمنظمة قد تتطلب منهم التحول تركيزهم بعيداً عن العمليات خارج حدود اليمن، مشيراً إلى أنه إذا فشل القائد إذا فشل الحوثيون في الوصول إلى مستوى أسلافهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى فقدان معنويات ودعم المقاتلين الحوثيين وكذلك ما يقدر بالثلثين. من سكان اليمن الذين يعيشون تحت سيطرة الجماعة.
وأفاد المجلس الأطلسي أن جاذبية الحوثي وقيادته الكاملة داخل الجماعة أدت إلى صعود الحوثيين السريع على الساحة العالمية، مما يجعل من الصعب استبداله.
وفي حين يبدو أن شقيقه الأصغر عبد الخالق الحوثي هو البديل الأكثر منطقية نظرا لأنه يشغل بالفعل منصب نائب في قيادة الحوثيين ويقود أكبر لواء عسكري للحوثيين منذ سيطرة الجماعة على صنعاء في عام 2014، إلا أنه لم يكن كذلك. أعلن علنا كخليفة.
ويعني هذا الغموض أنه قد يواجه تحدياً من أفراد آخرين في الأسرة، مثل أبناء عمومته علي حسين الحوثي ومحمد علي عبد الكريم أمير الدين الحوثي، أو أخيه الأكبر غير الشقيق يحيى بدر الدين. الحوثي.
لكن الصراع الداخلي قد يمتد إلى ما هو أبعد من عائلة الحوثي. على الرغم من أنه نادرًا ما تتم مناقشته علنًا، إلا أن الاقتتال الداخلي بين قادة الحوثيين المحليين والموالين لهم من المحافظات الشمالية كان منذ فترة طويلة مشكلة بالنسبة لحركة الحوثيين.
ورغم أن الهيكل القيادي للحوثيين يتميز بالمحسوبية العائلية، إلا أن الأطراف المتحاربة قد ترى في وفاة الحوثي فرصة لإنشاء فصيل منافس أو الإطاحة بخليفته، وربما تغيير علاقة الجماعة بإيران أو محور عملياتها.
وعلى الرغم من أن إيران دعمتها على مدى عقد من الزمن بالأسلحة والاستخبارات، إلا أن العلاقة بين صنعاء وطهران معقدة وليست بأي حال من الأحوال متينة مثل علاقة إيران مع وكلائها الإقليميين الآخرين في لبنان أو العراق، وستكون خسارة القائد بمثابة ضربة. إلى إيران، على الأقل في البداية.
ويدرك الحوثيون، الذين طالما كانوا قلقين على سلامة زعيمهم، جيدًا أنه هدف رئيسي لأعدائهم.
وفي عام 2009، قبل عدة سنوات من سيطرة الجماعة على العاصمة اليمنية، ذكرت وسائل الإعلام اليمنية كذباً أن الحوثي قُتل في غارة جوية. ومنذ ذلك الحين، ظل بعيدًا عن الأنظار حتى لا يتم تعقبه، ولم يلتق مطلقًا بوسائل الإعلام، ونادرًا ما يظهر علنًا.
المصدر: المجلس الأطلسي
















