هل ينجح “الزبيدي والمحرمي والبحسني” في إخراج اليمن من مستنقع الفساد؟
عرب تايم – عدن.
لسنوات طويلة، وربما ثلاثة عقود، ظلت قضية الفساد إحدى القضايا المطروحة في الإعلام والسياسة والحكومة، لكن دون أي حلول. يعقد المجلس القيادي الرئاسي اليوم جلسات نقاشية مكثفة حول اتخاذ القرار المرتقب الذي سيتم بموجبه محاربة الفساد فعلياً.
تعني مكافحة الفساد أو مكافحته اتخاذ الإجراءات والقوانين والتدابير الرامية إلى الحد ومنع الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية التي تؤدي إلى استغلال السلطة العامة أو الموارد لتحقيق مكاسب شخصية أو مصالح خاصة على حساب الصالح العام. يشمل الفساد أشكالا عديدة، بما في ذلك الرشوة، التي تنطوي على عرض أو قبول مبالغ غير قانونية من المال أو الهدايا مقابل خدمة أو معروف غير مستحق، والاختلاس، الذي ينطوي على سرقة الأموال العامة أو الموارد من المؤسسات الحكومية أو الخاصة.
ويشمل أيضًا المحسوبية والسمسرة، حيث يتم تقديم الخدمات أو الخدمات على أساس العلاقات الشخصية بدلاً من الكفاءة، والاحتيال الذي ينطوي على تشويه البيانات أو المستندات الرسمية لتحقيق مصالح شخصية، وكذلك استغلال النفوذ لتحقيق مكاسب غير مشروعة باستخدام السلطة أو المنصب.
إن مكافحة الفساد أمر ضروري لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص للجميع، كما أنها تعزز التنمية الاقتصادية من خلال حماية موارد الدولة وتشجيع الاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، فهو يساهم في تحسين الثقة في المؤسسات الحكومية، حيث يعيد بناء العلاقة بين المواطن والحكومة، ويساعد على تحسين الخدمات العامة من خلال ضمان استخدام الموارد بشكل فعال ومفيد للمجتمع.
وتتطلب مكافحة الفساد مجموعة من الوسائل، مثل تعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية عن الأداء المالي والإداري للمؤسسات، وإنشاء هيئات مستقلة لمكافحة الفساد، وتعزيز الإطار القانوني من خلال سن قوانين صارمة ضد الممارسات الفاسدة. كما يلعب رفع الوعي دوراً مهماً في توعية المواطنين بمخاطر الفساد وآثاره السلبية، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا لتقليل التعامل المباشر وتسهيل الإجراءات الإدارية. إن مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمؤسسات والمواطنين، وهي الأساس لبناء مجتمع قوي ومتقدم.
وفي هذا الصدد يطرح السؤال: من هم الأجدر بهذه المهمة الصعبة التي فشلت الحكومات اليمنية المتعاقبة في إنجازها منذ مايو 1990 وحتى اللحظة الراهنة؟ ورغم أن المهمة تبدو صعبة، إلا أنها ليست مستحيلة، بل تمثل تحدياً أمام قيادات الجنوب. “الشركاء في مجلس القيادة الرئاسي القائد عيدروس الزبيدي، والقائد عبدالرحمن المحرمي، والقائد فرج سالمين البحسني”. قد لا يمتلك هؤلاء القادة عصا سحرية، لكنهم بلا شك يمتلكون الإرادة القوية والتصميم والإصرار. إن مكافحة الفساد والقضاء عليه بشكل كامل تمثل المهمة الأولى أمامهم، وهي تطبيع الأوضاع في مدن الجنوب المحررة، وهذه المهمة التي من المتوقع أن تسند إليهم بقرار توافقي، ستكون بوابة لوقف النهب. من المال العام وإيقاف أي صرف للأموال بغرض المحسوبية أو شراء المستحقات والولاءات.
ورغم الثقة الكبيرة في هؤلاء القادة، إلا أن الدعم الشعبي ضروري لنجاح المهمة في أسرع وقت ممكن لوقف الانهيار المستمر للعملة وإعادة الحياة إلى طبيعتها. إن مكافحة الفساد تمثل القضية الأولى قبل أية قضايا أخرى، والقضاء على الفساد يعني المعالجة الجذرية لكل القضايا والمشاكل التي تتغذى على الفساد ونهب الأموال. عام.