عدن _ خاص
يا هاني، أكتب لك هذه الكلمات من قلب جنوبي يكن لكم الاحترام والمودة، لكن دعني أخبرك أن كثيرًا ما يتابعك الناس بحزن وعتب ثقيل، يرونك تبتعد يومًا بعد يوم عن الطريق الذي سار عليه والدك وعن وطن نشأت فيه وعشت تفاصيله منذ طفولتك، ويزداد ألمهم حين يلاحظون صفحاتك ممتلئة بتعليقات تصفق لك على كل ابتعاد عن قضيتك وتدفعك نحو مواقف لا تشبه الجنوب ولا تليق بتاريخ أسرتك، هل هذا جزاء من حمل أحلام هذا الوطن على كتفيه.
اليوم يوجع الناس أن يروا ابن هذا الوطن يختار الصمت أو الانحراف حين يحتاجه شعبه ويترك إرث والده يتلاشى أمام أعينهم، بينما يقف أبناؤه شامخين، مستعدين للتضحية من أجل حريتهم وكرامتهم، رغم كل الصعوبات التي عاشوها طوال سنوات طويلة.
وفي المقابل، يظل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تهاجمه باستمرار، يمثل البشرى التي وعد بها والدك بتسليم الراية للجيل الشاب، هؤلاء الشباب يقودون النضال اليوم ويحققون أحلام الجنوب التي ناضل من أجلها والدك، مجسدين إرثه الوطني ووفاءً لتضحياته الكبيرة.
يا هاني، الوطن لا يُقاس بالمصالح، بل بالمواقف، وغضب الجنوبيين تجاهك في صفحات التواصل ليس رفضًا لحرية رأيك، بل وجعًا على وطن يرى أبناؤه يتحدون الصعاب بينما يرى ابن الرئيس يسخر من أحلامهم وحقوقهم المشروعة، هذا وجع متراكم في قلوبهم وعتاب صامت على كل كلمة تنكسر معها إرادة وطن.
عد إلى صفّ الجنوب، إلى إرث والدك، وإلى قلوب الناس الذين ما زالوا يذكرونك بالخير رغم خذلانك، الجنوب لا يطرد أبنائه، لكنه يعاتبهم بحرقة ويغفر لهم حين يعودون، كن كما أراد لك التاريخ أن تكون: جنوبيًّا حرًّا، ابن أرضٍ لا تُباع، ووطنٍ لا يُجازى بالجحود.
عبدالفتاح فريد السقلدي

















