تقرير – عرب تايم/خاص:
في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الجنوبية حراكًا وطنيًا متجددًا يعيد إحياء روح الثورة والعزة، تتجدد في قلوبنا الأمانة التي نحملها للأجيال القادمة: أن نُربي أبناءنا على أن الأرض عرضٌ وشرف، وأن عشق الوطن ليس شعارًا يرفع بل عقيدة تغرس في الوجدان.
البيت الجنوبي.. المدرسة الأولى في حب الوطن:
في الجنوب، تبدأ التربية الوطنية من رحم الأسرة، لا من المناهج الجافة.
الأب الجنوبي لا يلقن ابنه الدروس، بل يروي له بطولات الميادين، ويعلمه كيف يكون رجلًا حرًّا لا يركع إلا لله.
أما الأم الجنوبية، فهي المدرسة الأولى التي تعلم أبناءها معنى الكرامة، وتزرع فيهم حب الأرض منذ نعومة أظفارهم، لتقول لهم دائمًا:
“من ضيع أرضه، ضيع نفسه، ومن خان الجنوب خان دمه”.
الهوية الجنوبية.. وعي لا يشترى ولا ينتزع:
الطفل الجنوبي اليوم ينشأ في ظل واقع مليء بالتحديات، لكنه يحمل وعيًا متقدًا يفوق عمره.
يرى علم الجنوب مرفوعًا في الساحات، يسمع أسماء الشهداء تتردد في المجالس، فيكبر في قلبه حب الأرض كجزء من ذاته.
لقد أصبحت الهوية الجنوبية ركيزة أساسية في وجدان الأجيال، لا يمكن طمسها أو تزييفها، لأنها مغروسة في الدم والذاكرة.
الأم الجنوبية.. صانعة الأبطال وزارعة الأمل:
الأم الجنوبية ليست فقط من تنجب، بل من تنشئ رجالًا أشداء يحملون الراية ولا يسقطونها.
تودع أبناءها إلى الجبهات بعيون دامعة، لكنها لا تبكي ضعفًا، بل فخرًا.
هي التي تعلمهم أن الشهادة طريق العزة، وأن من يموت لأجل وطنه لا يدفن، بل يخلد في ذاكرة الأحرار.
التعليم الجنوبي… رسالة مقاومة ووعي متجدد:
المدارس في الجنوب اليوم لا تخرج طلابًا فقط، بل تخرج وطنيين أحرارًا.
المنهج الحقيقي هو ما يلقن في الوعي:
أن الوطن لا يشترى، وأن من يحمي الجنوب هو الجنوبي الحر الشريف.
إن الجيل الجديد من أبناء الجنوب يدرك تمامًا أن التضحيات التي قدمت لم تكن عبثًا، بل كانت لبناء وطن سيد على قراره ومستقبله.
الأمانة بين الأجيال.. من الشهداء إلى الأبناء:
من جيل الأبطال الشهيد. جعفر محمد سعد، والشهيد. عبدربه الإسرائيلي، والشهيد. طه علوان البوكري، والشهيد. منير ابو اليمامة، والشهيد. صالح السيد، والشهيد. عبداللطيف السيد، والشهيد.عمر سعيد الصبيحي، والشهيد. سالم قطن، والشهيد…،إلى جيل اليوم، تنتقل الأمانة الثقيلة.. أمانة الوطن الذي لم يولد إلا من رحم المعاناة والتضحيات.
هؤلاء الرجال كتبوا بدمائهم معنى الوفاء، ورسخوا في وجداننا أن الجنوب لا يباع ولا يشترى، بل يحمى بالدم والكرامة.
رسالة الناشط الحقوقي الجنوبي: نحو جيلٍ لا يساوم:
بصفتي ناشطًا حقوقيًا جنوبيًا، أرى أن مسؤوليتنا اليوم ليست فقط في الدفاع عن الحقوق، بل في تربية وعيٍ جمعي يرفض المساومة والخضوع.
جيل اليوم هو صمام أمان الجنوب، وجيل الغد هو حارس رايته.
لذلك علينا جميعًا — مؤسسات، أسر، ونخب — أن نواصل غرس مبادئ الصدق، والشجاعة، والانتماء في وجدان أبنائنا، ليظل الجنوب محصنًا ضد كل محاولات الطمس والاختراق.
خاتمة: الجنوب ليس شعارًا.. بل عهد لا يموت:
هكذا نربي أبناءنا في الجنوب، لا على الخوف، بل على الإباء.
لا على التبعية، بل على الكبرياء.
نعلمهم أن الوطن لا يساوم عليه، وأن من سقاه بالدماء لا يقبل المهانة ولا يساوم على السيادة.
فالجنوب اليوم لا يعيش على أمجاد الماضي، بل يصنع مستقبله بأيدي أبنائه الأحرار.
وستبقى الأمانة تنتقل من جيل إلى جيل، حتى يتحقق وعد الشهداء ويرفع علم الجنوب عاليًا فوق كل شبرٍ من أرضه الطاهرة.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي عدن الأمل، وعرب تايم، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية

















