
تفاعلت فئات مجتمعية مختلفة، داخل المغرب وخارجه، خلال اليومين الماضيين، مع مقطع فيديو يوثق رفض عميد كلية العلوم بالدار البيضاء تسليم الجائزة للطالبة المتفوقة خديجة أهتور، بسبب ارتدائها الكوفية، ومن بينهم أطفال من قلب قطاع غزة المحاصر.
وفي مقطع فيديو يتم تداوله بشكل سريع، عبر عدد من أطفال غزة عن امتنانهم للطالبة خديجة، قائلين بصوت واحد: “شكرا خديجة أهطور على وقوفك معها”، في إشارة إلى أنهم أطفال شمال غزة، الذين يعانون من العدوان المتهور الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم منذ أشهر أصبحت تعتبر طويلة حيث تقترب من العام.
وعلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مقطع الفيديو، الذي أظهر أطفالاً من غزة يشكرون خديجة على إصرارها على الاستمرار في ارتداء الكوفية التي أصبحت رمزاً لنضال الشعب الفلسطيني الطويل.
وفي حين أكد عدد من المتفاعلين مع مقطع الفيديو أن “الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية”، قال آخرون: “تحية من القلب لأبنائنا في غزة.. الله ينصركم.. ويهدموا الصرح الصهيوني”، و”ما بينك وبين الله يا خديجة أن يكرمك بالكوفية”، و”يكرم من يشاء ويذل من يشاء.. سبحان الله غزة صارت ميزان”، وغيرها من التعليقات التي تسارعت منذ اللحظة الأولى لتداول مقطع الفيديو.
أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي عن رفضه الشديد لتصرف عميد كلية العلوم تجاه الطالبة المتفوقة، حيث انسحب أثناء تخرجها لأنها ترتدي الكوفية الفلسطينية، وقال إن “الأمر يتعلق برأي شخصي”.
وأوضح ميراوي، الثلاثاء، خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية في البرلمان، أن “العميد ربما أخطأ في ذلك، والكل معرض للخطأ”، فيما رفض الخوض في تفاصيل الواقعة.
عرض الأخبار ذات الصلة
كما أكدت النائبة البرلمانية هند راتال بناني عن حزب العدالة والتنمية خلال جلسة مناقشة قانون مناهضة العنف ضد المرأة، بالبرلمان، الثلاثاء، أن “ما تعرضت له الطالبة خديجة أهتور يعتبر عنفاً نفسياً”، محذرة من أن “الحديث عن العنف داخل مؤسسة البرلمان يتطلب مواقف واضحة وصريحة تجاه ما يحدث”.
وفي هذا الصدد، قال الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا في بيان له إنه “في الوقت الذي تشهد فيه الجامعات عبر العالم حراكا جماهيريا واسعا دعما لنضال الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف المجازر في غزة انسجاما مع فضاءها العلمي والأكاديمي الذي يسود فيه العقل البشري، شهدت المدرسة العليا للتكنولوجيا لجامعة الحسن الثاني، مساء السبت 13 يوليوز 2024، حدثا غريبا خلال حفل توزيع جوائز الطلبة المتفوقين”.
بدورهم، وصف الأساتذة والمدرسون ما أقدم عليه العميد بـ«التصرف غير المسؤول، داخل فضاء أكاديمي يقولون إنه من المفترض أن يكون حرا للتعبير عن الرأي»، مشيرين إلى أن «ما حدث خلف استياء عميقا لدى الأساتذة والباحثين وموظفي المؤسسة وأولياء أمور الطلبة، وحتى الطلبة أنفسهم، خاصة أنه يأتي في وقت دقيق وحساس، يشعر فيه المغاربة بالألم والمرارة نتيجة جرائم الإبادة وأبشع وسائل التنكيل والتعذيب والقتل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».
عرض الأخبار ذات الصلة
وأصدر مكتب الطلبة في المدرسة العليا للتكنولوجيا، الأحد، بيانا استنكر فيه ما حدث، وقال: “لقد شهدنا موقفا مؤسفا وغير مقبول من عميد كلية العلوم في بن مسيك، الذي رفض تسليم الجائزة لطالبة متفوقة لأنها ترتدي الكوفية الفلسطينية، معتبرا ذلك إثارة لقضية سياسية”.
واعتبر الطلبة هذا السلوك “إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي ترتكز عليها مؤسساتنا التربوية”، وأضافوا أن “ارتداء الكوفية الفلسطينية هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يضمنه الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”.















