الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في كل زاوية من أسواق اليمن، يطل علينا الغش الغذائي بوجهه القبيح: منتجات تحمل تواريخ صلاحية مزورة، وعبوات مكتوب عليها أوزان أكبر بكثير من المحتوى الفعلي… المواطن يدفع أمواله مقابل منتج لا يساوي ثمنه، ويضع صحته على المحك كل يوم!
الواقع المؤلم:
– عبوات زيت، أرز، معجون طماطم، بسكويت… كلها تعرض المواطن للغش والاحتيال.
– المواطن يشتري كيلوغرامًا من الطعام، لكنه يحصل على أقل من نصفه في كثير من الأحيان.
– تاريخ الصلاحية المزور يجعلنا نستهلك منتجات قد تكون فاسدة وتؤدي إلى تسمم غذائي.
أين الضمير؟
• الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة: كيف تسمح لمثل هذه الممارسات بالاستمرار؟
• وزارة الصناعة والتجارة: حماية المستهلك ليست شعارات، بل أفعال صارمة.
• وزارة الصحة العامة والسكان: كل يوم يمر دون تحرك هو يوم يضاف إلى سجل الجرائم بحق صحة الناس.
• السلطات المحلية: الأسواق تحت أعينكم، فلماذا السكوت؟
لماذا هذه الجريمة أخطر مما نتصور؟
° تسمم غذائي يمكن أن يصيب الأطفال والرضع.
° أمراض مزمنة وطويلة الأمد نتيجة استهلاك مواد مسرطنة أو ملوّثة.
° ضياع مقدرات الأسر الفقيرة التي تدفع ثمنًا باهظًا مقابل نورماتٍ مزيفة.
° تآكل ثقة الشعب في المنتج المحلي وفي قدرة الدولة على حمايته.
مطالب ملحة — لا تفاوض عليها:
1. فتح تحقيقات فورية وعلنية في مصانع ومخازن يثبت تورطها.
2. حصر ومصادرة المنتجات المزوّرة وإحالة المتورطين للقضاء.
3. تشديد العقوبات لتشمل مصادرة الأجهزة وإغلاق المصانع ومعاقبة المتاجرين بالسموم.
4. تحسين قدرات مختبرات الفحص وتمويلها لتسريع التحاليل.
5. إنشاء خطوط ساخنة وإتاحة البلاغات للمواطنين مع حماية المبلغين.
6. حملة توعية فورية لتمكين المستهلك من التعرف على العلامات المزيفة وطرق التحقق من الوزن والتاريخ.
كلمة أخيرة:
إذا كان هناك من يسأل: أين الضمير؟
فالضمير هنا ليس مفقودًا فحسب، بل مداس عليه… نطالب الجهات الرسمية أن تتذكّر أن قراراتها اليوم تقي أو تقتل؛ أن تتذكّر أن لقمة الطفل ليست لعبة فكرية ولا مجالًا للربح السريع.
نحن لن نركع أمام جشع التجار، ولن نصمت أمام تواطؤ الرقابات.
أطلقوا التحقيقات الآن، واحفظوا أرواح اليمنيين قبل فوات الأوان.
الكارثة الأكبر:
هذه الممارسات ليست مجرد غش تجاري، بل تعد جريمة مكتملة الأركان: سرقة أموال الناس، تدمير صحة المواطنين، وإهانة الضمير الوطني.
الخلاصة:
تاريخ الصلاحية المزور والأوزان الناقصة هي جريمة يومية بحق اليمنيين، وتستدعي تحركًا عاجلًا وصارمًا من كل الجهات الرقابية.
المواطن اليمني لم يعد ضحية الجوع وحده، بل أصبح ضحية الغش والطمع!
– نائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل، ونائب رئيس تحرير صحيفة عرب تايم، ومحرر في عدة مواقع إخبارية
.

















