تقرير صحفي – عرب تايم/ خاص:
في لهجة حازمة وصوت لا يقبل التهرب، خرج الناشط الحقوقي المعروف أبو الخطاب ليوجه رسالة واضحة لكل من يلوحون بشبح اجتياح أو احتلال الجنوب:
«نحن لسنا دعاة حرب.. ولكن إذا فرضت علينا سنجعلها مثل صلاة العصر — لا سنة بعدها ولا وِتر».
كلمات موجزة لكنها مثقلة بالتحذير، حملت معنى مزدوجًا: حب للسلام وإعلاء لقيمة الحوار، وفي الوقت نفسه تحذير رادع لمن يختبر صبر الأرض وسلطة الشعب.
مشهد التصريح وسياقه:
جاء التصريح في سياق تزايد التوترات والخلافات السياسية التي أعادت إشعال مخاوف من محاولات تقويض مكتسبات الجنوب.. لم تكن عبارة أبو الخطاب نداء للعنف، بل صرخة دفاعية تعبّر عن سخط شعبي من محاولات استخدام القوة أو فرض الأجندات على حساب إرادة الناس وكرامتهم.
ماذا يعني القول عمليًا؟
الرسالة واضحة: الجنوب يفضل السلم والحلول المدنية والدستورية، لكنه أيضاً شعب يملك حدوده الحمراء، ولن يقبل بالاستفراد أو التعدي دون رد.
لغة أبو الخطاب استخدمت لرفع سقف الردع المعنوي أمام من يفكر في إعادة سيناريوات الماضي بالقوة (الوحدة المشومة).
ردود الفعل الأولية:
الشارع الجنوبي: تباينت الردود بين مؤيد يرى في التصريح تعبيرًا عن كرامة مستعادة، ومتحفّظ يخشى أن تتحول الكلمات إلى مدخل لتصعيد لا يخدم أحدًا.
المدافعون عن حقوق الإنسان: رحب بعضهم بوضوح الموقف كتحذير لردع الاعتداءات، وناشد آخرون الحفاظ على القانون وسبل المحاسبة السلمية.
القيادات السياسية والمدنية: دعت أصوات عدة إلى توحيد الخطاب واحتواء الغضب عبر قنوات سياسية ومدنية وقانونية، بعيدًا عن خطاب التحريض الذي قد يستغله خصوم السلام.
قراءة تحليلية سريعة:
العبارة «سنجعلها مثل صلاة العصر» تحمل رمزية قوية: تهديد منسوب ومضبوط يختزل استياء شعبياً ورغبة في الدفاع عن الأرض، لكنه لا يشجع العنف باعتباره خيارًا أوليًا.
هي رسالة استراتيجية تهدف إلى الردع بالثمن المحتمل، وإلى دفع الأطراف المتغولة لإعادة حساباتها قبل الإقدام على مغامرات خطرة.
دعوة للعمل المسؤول:
مع قوة الرسالة ووضوحها، تأتي ضرورة ضبط الأداء السياسي والمدني عبر خطوات عملية:
توحيد الخطاب المدني والسياسي لعدم تشظيه وإظهاره كقوة مُنظمة لا مزايدة عليها، تفعيل القنوات الحقوقية والمحافل الدولية لعرض الانتهاكات والتهديدات بصورة قانونية ومؤثرة، تعزيز مؤسسات المجتمع المدني المحلية وتجهيز آليات سلمية للدفاع عن الحقوق دون الانجرار إلى العنف العشوائي.
ختام حماسي متوازن:
قال أبو الخطاب كلمة صعبة ومؤثرة: الجنوب لا يبحث عن الحرب لكنه يعرف كيف يدافع عن كرامته ووجوده.. الرسالة ليست تهديدًا إجراميًا بل إنذار واضح لمن يظن أن الجنوب ساحة تجارب أو استسهال؛ فهذه الأرض وأهلها يدافعون عن حقوقهم بقدر من الحزم لا يستهان به — وبطرق قانونية ومدنية، وبقوة ردع حين يفرض الأمر عليهم.
إعداد: الناشط الحقوقي، أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي «عدن الأمل» و «عرب تايم»، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية.

















