كتب/ منى عبدالله
في غزة قد حددو موعد لصرف الرواتب لموظفيها ومواطنيها العاملون بالسلك الحكومي غزة التي خرجت من حرب طاحنة وهم لازالو تحت الركام غزة التي خسرت من الشهداء ما خسرت! سرعان ما لملمت جراحها وإستعادت عافيتها وحددت موقفها وحاولت أن تحتضن من تبقى من مواطنيها لتستعيد بذلك عافيتها وتعوضهم عما عانوه طوال فترة الحرب فتلك هي معنى المسؤولية ومعنى أن كل راع مسؤول عن رعيته تطبيقاً لحديثه ﷺ وتصديقاً به “
ونحن في الجنوب العربي كم لنا من السنوات العجاف لم يستطيع أن يتخد رئيس ممن وكلو على أمرنا بلملمة جراحنا وتخفيف معاناة المواطن بل زادوا الطين بله وتفننوا بتعذيب المواطن الجنوبي وحرمانه من حقوقه ومستحقاته بل وإهانة المعلم وتعطيل التعليم وضياع مستقبل الأجيال تحت ذريعة السيطرة والهيمنة والغطرسة والنفوذ لم يلقوا للمحتاج بالاً ولم يحترموا الكبير ولم يعطفوا على الصغير ولا زالو في طغيانهم يعمهون غير مكتثرين للعواقب فرحين بما أتاهم الله من نصيب الدنيا ولكنهم خسروا بذلك الآخره “
هكذا يمجد الطغاة أنفسهم ويصنعوا لها الوهم ويصعدوا على أكتاف المساكين إلى كراسي حكمهم فتعمى بصيرتهم ويتلونوا بأقنعتهم فيظنون أنهم على حق وأنهم عباد الله المختارون فذاك هو الفخ وذاك هو الهلاك أن تطمس أعينهم وتحيط بها الغشاوة ويسيطر عليهم شياطين الإنس والجن ليمدوهم بالطاقه الوهمية التي سرعان ما تنهار وتتلاشى فتلك هي الدنيا إن أغوتك فقط فازت وإن خانتك فقط نالت وإن إستدرجتك فقط مالت “
فيدخل الغرور في قلوبهم ويسكن الكبرياء عقولهم ويستوطن التسلط أفكارهم فلا يرون إلا صورهم في كل جذار ولا يسمعون إلا أصواتهم تردد في كل مكان ولا يفقهون مايفعلون إلا بعد فوات الأوان فمتى يستفيق هؤلاء؟! بل متى ستشع الطريق بنورها ليروا حقيقة ماهم فيه؟! بل متى ستبزغ شمس الحرية لتروي للأجيال القادمة عن ماضيها المر ومسيرتها المكللة بالأشواك ليعوا بأن الطريق ليست كلها مفروشة وروداً متى ومتى ومتى؟! تلك هي أماني شعبٌ لازالت مدفونة تحت الركام! فهل من سبيل للخلاص وبناء الآمال؟
خمسة أشهر من الصبر والمعاناة والتحدي والصمود ولازال المواطن البسيط في الجنوب يعاني من عدم حصوله على حقه من الراتب كعامل بسيط وكموظف وكمتعاقد ومتقاعد وككادر وكحامي لوطنه وكطبيب وووالخ….!! لم يروا نور الشمس ولم يلمحوا حتى شعاعها لتنير لهم الدروب وتفتح أمامهم الأبواب المغلقة ولا زالوا يهان ويطهد كل من طالب بحقه مقابل عمله وجهده وخسارة صحته كل ذاك لم يشفع لهم ولم يبرر حاجتهم وكأنهم ليس لديهم من الأسرة والأطفال من ينتظر كسرة خبز ليغذي به افراد أسرته”
بل زادوا مسؤولينا في طغيانهم وأصروا على عصيانهم لينهار الإقتصاد وتتدهور الأوضاع وتمضي إلى الأسوأ وهذا هو مايريده أعداء الجنوب أن يخلق تلك الفجوة بين المسؤول والمواطن ليبقي الحال على ماهو عليه وتستمر المعاناة ولكن لابد من بزوغ شمس الحرية يوماً ما وتزاح الغشاوة والظلام فذاك وعد الله للشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها فثقوا بالله فلن يضيع حق شعب ورائه مطالب ! ؟ “
إنتهﮱ

















