تقرير صحفي – عرب تايم / خاص:
يبدو أن الرجولة في زمننا لم تهاجر فقط… بل تمت تصفيتها في مزاد الموضة والسناب شات!
نعم، نحن نعيش عصرًا جديدًا؛ حيث يقاس “الهيبة” بعدد الفلاتر، و”الشهامة” بمدى نعومة البشرة في الصورة.
جيل يعتقد أن القصة الغريبة تغني عن الموقف الرجولي، وأن البنطال الضيق هو شهادة رجولة مصدقة من صالون التجميل!
حب بنكهة الشيطان.. لا علاقة له بالقلب ولا بالدين!
الحب زمان كان يبدأ بنظرة ثم نية حلال… أما اليوم، فبدأت القصة تنقلب رأسًا على عقب: شاب يحب شابًا آخر، ويغار عليه كما يغار الزوج على زوجته!
أحدهم قال لي: “ما أتحمل أشوفه يضحك مع أحد غيري”!
يا سلام!
صرنا في موسم جديد من مسلسل “قلوب في خطر – نسخة المراهقين”، بطولة شباب فقدوا الاتجاه، وضاع منهم معنى الحياء والرجولة، ونسوا أن الرجولة ليست “قصة شعر”، بل قصة حياة!
موضة تذيب الحياء وتستفز المرآة!
تدخل الشارع فتظن نفسك في مهرجان أزياءٍ عالمي، لا في حي يمني محافظ!
ألوان شعر كقوس قزح، وبناطيل كأنها استعارة من قسم الأطفال، وقمصان “تصرخ” قبل أن ينطق صاحبها.
يبدو أن بعض الشباب فهموا الحرية خطأ، فبدلاً من أن يحرروا عقولهم، حرروا سراويلهم من كل ضابط أخلاقي!
ثلاثة على دراجة واحدة.. والحياء في إجازة!
تراهم يمرون كالعاصفة، يضحكون، يصرخون، يتمايلون كأنهم في كليب غنائي، لا في شارع عام.
أربعة على دراجة نارية واحدة.. يا جماعة الخير، هذه ليست وسيلة نقل، هذا “حضن جماعيّ متحرك”!
السهرات الليلية.. حضور كامل وغياب عن صلاة الفجر!
بعض الشباب لا يعرفون المسجد إلا من الصور، لكن يعرفون كل مكان فيه “جلسة”، و”سمر”، و”ضحك إلى الفجر”.
وحين تسأل أحدهم: “فين كنت البارحة”؟
يرد بفخر: “كنا سهارى في الشارع او الحافة او بيت فلان أو المزرعة او..!
سهارى على ماذا؟
على طريق الضياع؟
على مائدة الشيطان؟
ثم نسمع بعد المصيبة: “يا ريت انتبهنا له من قبل!
وكأن كلمة “يا ريت” ستعيد الرجولة التي تبخرت في الدخان والضحك الفارغ.
رسالة إلى الآباء الكرام (اللي مشغولين أكثر من اللازم):
يا أولياء الأمر: متى آخر مرة سألت ابنك: “فين كنت؟
أو حتى: “ليش قصيت شعرك بهذا الشكل الغريب؟
يبدو أن بعض الآباء سلموا أولادهم للتكنولوجيا وقالوا لها: “خذيهم وربيهم بدلنا”!
النتيجة؟
أبناء يعيشون في الواقع الافتراضي، ويموت فيهم الواقع الحقيقي.
وأخيرًا إلى الشباب الأعزاء…
أعزائي، الرجولة ليست فلتر سناب ولا تيشيرت ضيّق!
الرجولة صلاة في وقتها، كلمة حق، وغيرة على عرضك وأهلك.
ارجعوا إلى رشدكم قبل أن تصبحوا ترندًا في قائمة “أغرب جيل مر بتاريخ الرجولة!
تنويه: التقرير ساخر… لكنه للأسف واقعي جدًا!
إعداد: الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي «عدن الأمل» و«عرب تايم» الإخباريتين، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية

















