تقرير – عرب تايم/خاص:
في الجنوب، ظهر كائن سياسي جديد يسمى “الحيادي”… لا هو معك ولا ضدك، لا يصرح ولا يصمت، لا يشارك ولا ينسحب، لكنّه دائمًا حاضر عند التقاسم والغنيمة!
يقول لك بكل وقار: “أنا محايد”..لكن الحقيقة أن خلف كلمة “محايد” تقبع حقيقتان لا ثالث لهما: إما جبان… أو منتفع!
فالجبان الجنوبي اختار الحياد لأنه يخاف أن يزعل “الساسة” في شمال اليمن.
والمنتفع اختار الحياد لأنه ينتظر من يدفع أكثر!
أما الوطني الصادق، فحياده الوحيد يكون في مباراة كرة قدم، لا في قضية وطنٍ اغتصبت أرضه وكرامته!
أيّ حيادٍ هذا الذي يساوي بين الضحية والجلاد؟
أي منطق أعوج يجعل من الجنوبي الذي ضحى بحياته، مساوٍ لمن نهب أرضه وسلب سيادته؟
أليس هذا الحياد خيانة متعطرة، تتسلل بابتسامة باردة وكلمة منمقة؟
في كل مرة تسمع أحدهم يقول: “أنا ما أحب السياسة، أنا محايد”، اعلم أن تحت تلك العبارة الملساء خوفًا متجذرًا أو مصلحةً مخفية، وأن من لا ينحاز لوطنه، قد انحاز ضده دون أن يشعر، فالصمت في وجه الباطل.. خيانة صامتة، لا تقل جرمًا عن الرصاص.
يا هؤلاء “الحياديين”، الجنوب لا ينتصر بالرماديين، ولا تبنى الدول على أكتاف المتفرجين!
فمن خاف أن يقول كلمة حق اليوم، سيجبر غدًا على قول كلمة باطل.
وليعلم كل جنوبي يسمع هذا:
من اختار الحياد في زمن الاحتلال، فقد اختار طريق العمالة سرًا، ومن لم يكن مع الجنوب، فهو حكماً في صف من يحتلّه!
فإلى كل من يتفاخر بحياده، نقول بسخريةٍ موجعة:
احذر، فالحياد الذي تتغنى به.. هو الخيانة بربطة عنق!
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي عدن الأمل، وعرب تايم، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية

















