تقرير – عدن الأمل/خاص:
تتسارع الأحداث في الجنوب بوتيرة غير مسبوقة، ومع اقتراب لحظة الحسم في وادي حضرموت، يتصدر سؤال خطير واجهة المشهد السياسي والعسكري:
هل يتجه الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي نحو إطلاق شرارة الكفاح المسلح ضد قوات المنطقة الأولى؟
بوادر الانفجار: الجنوب يستنفد صبره:
منذ سنوات، يشكّل وجود قوات المنطقة الأولى في وادي حضرموت نقطة اشتعال متواصلة بين أبناء الجنوب والسلطات العسكرية المتمركزة هناك، والتي تتبع قراراً سياسياً شمالياً يرفض الانسحاب رغم كل مخرجات اتفاق الرياض وقرارات المجلس الرئاسي.
مصادر سياسية وعسكرية تؤكد أن التوتر بلغ ذروته القصوى خلال الأسابيع الماضية، وأن القيادة الجنوبية باتت تنظر إلى بقاء هذه القوات باعتباره احتلالاً عسكرياً صريحاً لأرض جنوبية، لم يعد يمكن احتماله أكثر.
الرئيس عيدروس: رسائل مشفرة وخيارات مفتوحة:
خطابات الرئيس عيدروس الزبيدي الأخيرة حملت نبرة غير معهودة، ممزوجة بالإصرار والوعيد، واعتبرها مراقبون تمهيدًا لمرحلة جديدة عنوانها:
“الحقوق تُنتزع… لا تُنتظر”.
تصريحات مقربين من القيادة الجنوبية تقول إن فخامة الرئيس دخل مرحلة “لا رجعة”، وأن كل الخيارات أصبحت على الطاولة، بما فيها الخيار الذي ظلت القيادة تتحاشاه لسنوات:
خيار المواجهة المسلحة لتحرير وادي حضرموت.
الشارع الجنوبي: حالة غليان واستعداد شعبي:
الشارع الجنوبي، خصوصاً في حضرموت وشبوة والمهرة، يعيش حالة غير مسبوقة من الغضب تجاه ممارسات قوات المنطقة الأولى، التي يتهمها الأهالي بالتواطؤ مع قوى الفوضى، وبتعطيل الأمن والاستقرار، وبتنفيذ أجندات تخدم بقاء النفوذ الشمالي في الجنوب.
شعارات الاحتجاجات الأخيرة كانت واضحة وصريحة:
“لا بقاء للمنطقة الأولى… ولو بقي الدم آخر الحلول”.
هل حانت “الشرارة الأولى”؟
مصادر عسكرية جنوبية أكدت أن وحدات من القوات المسلحة الجنوبية في حالة جاهزية قصوى، وأنها تلقت توجيهات برفع مستوى الاستعداد لأي طارئ.
في المقابل، تشير تسريبات إلى أن المنطقة الأولى بدأت تعزيز مواقعها خوفًا من تحرك مفاجئ.
هذا التوتر المتصاعد يطرح السؤال الأكثر خطورة:
هل يعلن الرئيس القائد عيدروس الكفاح المسلح لتحرير وادي حضرموت؟
مراقبون: القرار أقرب من أي وقت مضى:
يقول محللون سياسيون إن المشهد يتجه نحو مواجهة محتومة إذا لم تنسحب المنطقة الأولى طواعية.
ويعتبرون أن 30 نوفمبر، أو الأسابيع القريبة منه، قد تتحول إلى محطة فاصلة قد تدفع الجنوب نحو مرحلة كفاح مسلح منظم ضد ما يصفه الجنوبيون بـ”الاحتلال العسكري الشمالي”.
ختاماً… الجنوب على حافة تاريخ جديد:
الجنوب يعيش اليوم لحظة فارقة لم يشهدها منذ سنوات طويلة.
خيارات السلام تذبل، وملامح المواجهة تزداد وضوحاً، والشارع يضغط بقوة، فيما الرئيس عيدروس يقف على خط النار بين قرارين:
الانتظار… أو إطلاق الشرارة… ومع تصاعد طبول المرحلة المقبلة، يبقى السؤال معلقاً:
هل تكون حضرموت شرارة التحرير الكبرى؟
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم” ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية.

















