الدكتور الخضر محمد الجعري
مضى أكثر من ٣١ عاما من العبث والقتل وشن الحروب ضد الجنوب العربي وتدمير البنى التحتية وتجهيل الأجيال وتسريح وفصل الناس من أعمالها ومنع المنح عن الطلاب الجنوبيين في الداخل والخارج وتدمير شبكة الضمان الاجتماعي التي تعود عليها الجنوبيين في نظامهم السياسي والاقتصادي وممارسة العنصرية في الترقيه والامتيازات في السلك العسكري والمدني والدبلوماسي بل والسيطرة حتى على المنظمات الحقوقية والدولية بحيث أصبح العنصر الشمالي هو مالك الوظيفه والمتنفذ ومن يحق له فقط المخاطبه مع الخارج بل وحتى العمالة للخارج محصورة فيه واعتبارها عملا في خدمة الوطن…
وهكذا تم اقصاء الانسان الجنوبي وتجريده من أي منصب فعلي او قرار بل ان أبسط موظف شمالي هو صاحب الكلمة الاولى حتى على من هم أعلى موقع ومنصب منه..
وهكذا تم العبث بكل شيء ينتمي الى الجنوب العربي حتى أرشيف التاريخ تم طمسه ومسخ هوية الجنوب العربي ليتسيد منهج اليمننة واليمننة فقط..
وعلى مدى عقود لم نر اي حز ب شمالي من الاحزاب اليمنية دون استثناء أو من المنظمات الحقوقية أو من السياسيين المستقلين أو المثقفين او المفكريين أو من الشخصيات الإجتماعية ان ينتقد او يجرم ماجرى من أرتكاب جرائم بحق الجنوبيين بل أن حتى الجنوبيين المتيمننين في الأحزاب أو السلطة ساروا في هذا الركب القذر ..واصبحوا مجرد تبع او كمانسميهم بالعامية(( حقين بطونهم))
اليوم ٣ ديسمبر أتخذ القرار الصح في المكان الصح وفي الزمن الصح.. لإعادة القطار الى السكة وعودة الاعتبار للتاريخ والجغرافيا والهوية ..معركة حضرموت ليست مجرد معركة محافظة بل أنها تمثل أم المعارك للمشروع الأكبر الجنوب ومنها يبدأ الفرز في المواقف فلا دحبشة في المواقف بعد اليوم أن أردنا الانتصار للجنوب أرضا وانسانا وثروة وهوية وتاريخا في مشروع واضح لا غموض فيه.. وكل يحدد منذ الساعة من سيمضي في معركة الاستقلال والسيادة ومن سيتخلف أو يتريث بانتهازية..حتى يتبين له الخيط الأبيض من الأسود ..او الانتظار على أي مرسى سترسو سفينة نوح..
لقد فشل نظام صنعاء بكل احزابه ومؤسسات فساده بان يخلق دولة نظام وقانون في أضعف حتى مستوياتها حتى يقنع الناس بان هناك دولة..وحقيقة لم توجد عبر التاريخ لديهم دولة بمفهوم الدولة ؛ ولا يمكن ان توجد دولة لانهم تعودوا على العيش بهذه الطريقة منذ ان خلق الله الأرض فما الذي يجبرنا ان نظل معهم بعد ان جربنا خلال ٣٥ عاما من الفشل والتدمير للمنهج للانسان و لكل ماينتمي للنظام والقانون والحقوق بصلة بل لقد عانى الموظف الجنوبي منذ دخوله الوظيفة حتى خروجه بعد عقود حيث يظل يلهث وراء راتبه وعلاواته التي في الغالب لا يجدها الا بعد سنين من الجري واللهث وراء عصابات الفساد المتوغلة في النظام السياسي والإداري ..
شعب الجنوب اكتفى بما أضاعه من عقود تحت شعار وحدة ماتت منذ السنوات الأولى لها وانتهت بحرب قتل فيها الآلاف بل وقادت الى حربين وخلفت الكثير من اليتامى والارامل ولازال هناك من المعتوهين وخارج تغطية الوعي من يعتبرها بقرة الهندوس المقدسة التي يجب التبرك بروثها.
اليوم في حضرموت يصنع تاريخا جديدا للجنوب بتضحيات ودماء الابطال من الجيش الجنوبي ويجب استكمال المهمة فإن الوقوف في منتصف الطريق يعني الاحباط والانتحار..وعلى التحالف العربي ان يتعظ من ضياع ١١ عاما؛ وماتم هدره من أموال ومعدات وان يكنس هذه الاحزاب الطفيلية التي تتقاسم المال العام والمناصب دون ان تحقق ولو منجز واحد واظهرت عجزها وفشلها..ولم تستطع تحريك خلال ١١ عاما ولو مظاهرة واحدة في صنعاء اليمنية..
وعلى التحالف بعد اليوم ان يسند الجنوب في مشروعه لاستعادة دولته..فالعالم تعصف به المتغيرات والأحداث الكبرى ..وبعد ان جربوا الحرب وضياع ١١ عاما لم تثمر في مشروع مايسمى بتحرير صنعاء.

















