كتب/أصيل هاشم
ما صدر عن ما يسمى مجلس النواب اليمني لم يكن بيان دولة، ولا موقف مسؤول، بل محاولة يائسة لإحياء مؤسسة فقدت شرعيتها وتأثيرها منذ سنوات طويلة. مجلس يعيش خارج الوطن، منفصل تماماً عن واقع الناس، يخرج فجأة ليهاجم الجنوب ويقدم نفسه وصياً على أرض لا يجرؤ حتى على العودة إليها.
الجنوب الذي واجه الحرب والإرهاب، وبنى أمنه بعرق رجاله وبصبر شعبه، لن يسمح لأي جهة متآكلة أن تفرض عليه وصاية وهمية. من تجاهل الحوثي كل هذه السنين، وصمت عن معاناة الناس، وفشل في حماية حتى دوائره الانتخابية، لا يملك الحق أن يعظ الجنوب أو يحدد له خياراته.
البيان لم يكن دفاعاً عن “دستور” ولا “شرعية”؛ كان دفاعاً عن شبكة مصالح فقدت نفوذها، وتحاول اليوم عرقلة أي خطوة تحقق استقراراً حقيقياً في الجنوب. وكلما تقدّم الجنوب نحو بناء مؤسساته، ازدادت أصوات التشويش والتضليل من جماعات اعتادت أن تعيش على الأزمات.
من أراد أن يتحدث باسم الشعب فليعد إلى الشعب، لا إلى الفنادق. ومن أراد أن ينتقد الجنوب فليثبت أولاً أنه قادر على مواجهة من يحتل العاصمة ويعبث بمصير البلاد.
أما الجنوب… فهو يمضي بثبات، بإرادة شعبه، لا ببيانات صاخبة لا تغيّر شيئاً في الواقع.

















