وفي ظل الأزمات المستمرة التي يعاني منها الجنوب، تسعى بعض القوى والأحزاب اليمنية الشرعية إلى إعلان كتلة حزبية من العاصمة عدن، وهي الخطوة التي رفضها الشعب الجنوبي.
الكتلة اليمنية في العاصمة عدن تشكل خطراً على قضية تحرير شعب الجنوب، وهي محاولة لفرض أجندات تتعارض مع تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة التي سقط من أجلها آلاف الشهداء والجرحى ضحوا.
كما تعد هذه الكتلة اليمنية وسيلة لفرض الرؤية المشؤومة للوحدة اليمنية التي لا تتماشى مع طموحات الجنوبيين الذين يسعون إلى استعادة دولتهم على حدودها المعترف بها دوليا قبل عام 1990م.
وتفتقر الأحزاب السياسية اليمنية، رغم مزاعمها، إلى قاعدة شعبية حقيقية في الجنوب، وهو ما يبرز نواياها الخبيثة التي تهدف إلى الحفاظ على السيطرة المركزية على الجنوب وحرمانه من حقه في الاستقلال.
كما أن لدى مختلف القوى السياسية في الشمال نوايا خبيثة لتقويض صوت الجنوب وعرقلة جهوده لاستعادة دولته السيادية.
وهذه الأطراف اليمنية هاربة من مليشيات الحوثي ولها أجندات لعرقلة بناء مؤسسات الدولة الجنوبية وترفض جهود تحريرها من الفساد الذي بات يؤثر سلباً على استقرار الجنوب. إن قوى الاحتلال والفساد هذه لا تسعى إلا إلى الحفاظ على مكاسبها على حساب مصالح الشعب الجنوبي، الأمر الذي يتطلب تحالفاً أقوى بين القوى الجنوبية لدفع عملية الإصلاح والبناء.
“المجلس الانتقالي ممثل شرعي لشعب الجنوب”.
أكدت القاعدة الشعبية في الجنوب أن المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب، وهو الكيان القادر على تحقيق تطلعاته وآماله في الاستقلال والكرامة، مؤكدة للشعب الجنوبي أنه سيفشل كل مخططات الشعب الجنوبي. القوى اليمنية التي تواصل تهميش الجنوب وقضية شعبه.
“تحالفات مشبوهة ومصالح الاحتلال اليمني في الجنوب”
وتظهر التحالفات المشبوهة بين قوى صنعاء اليمنية، سواء الإخوان أو الحوثيين أو القاعدة، من خلال ارتباطها باستمرار الاحتلال والهيمنة. وتعمل هذه الأطراف على الحفاظ على مصالحها غير المشروعة منذ حرب صيف يوليو 1994م، مما يؤكد أن مكاسب هذه القوى لم تعد تتماشى مع تطلعات… الشعب الجنوبي من سيخرجه من أرض الجنوب .
كما تستخدم القوى السياسية اليمنية العديد من الأساليب الفاشلة والمكشوفة لبث الشائعات وتشويش القضية الجنوبية إعلامياً، حيث يتم تصوير مطالب وحقوق الجنوبيين بشكل خاطئ أمام المجتمع الدولي، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب التدخلات الإقليمية والدولية والدولية. القوى العربية تعرف حقيقة ما تفعله الأطراف اليمنية التي فشلت عسكريا وسياسيا. وفي مواجهة المشاريع الإيرانية تخضع مناطقهم لهيمنة الحوثيين وقمعهم، ويريدون أن يكون الجنوب وطناً بديلاً لهم.
“الأجندات الإقليمية وتأثيرها”
كما لا يمكن تجاهل الأجندات الإقليمية التي تقف خلف هذه الكتل وتدعمها، حيث تستفيد بعض القوى الإقليمية من استمرار الصراع وإطالة أمده، كما تنظر هذه القوى إلى الكتل الحزبية اليمنية كأداة لتحقيق مكاسب لا تخدم اليمن. مصالح الشعب الجنوبي بل تؤدي إلى تفاقم الأزمات.
وحيث يصر الشعب الجنوبي على الأطراف اليمنية التي لم تتمكن من تحرير أرضه من مليشيات الحوثي، فإنه لا يحق له الحصول على أرض الجنوب، وهي تطلعات شعب الجنوب. فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية هو الخيار المنسجم مع إرادة الجنوبيين الذين عانوا طويلاً من الاضطهاد والتهميش.
ويوجه الشعب الجنوبي رسالة إلى كافة القوى اليمنية بأن الجنوب يحكمه شعبه، وله كامل الحق في تقرير مصيره بعيداً عن أي تدخلات لا تسعى إلا لتحقيق مصالحه. وعلى الأحزاب اليمنية أن تعود إلى ممارسة نشاطها الحزبي في الأراضي اليمنية، وليس في أراضي الجنوب. وللجنوبيين تطلعات أخرى وهي استعادة الدولة الجنوبية ما قبل عام 1990، وهذا مرتبط بإرادة الشعب الجنوبي وحقه في تقرير المصير.

















