وتعتبر هذه المحاولات امتداداً لسياسات ممنهجة تستهدف زعزعة استقرار الجنوب وعرقلة تطلعات شعبه نحو الاستقلال والتنمية المستدامة، واستمراراً لمسلسل نهب وسرقة ثروات الجنوب النفطية، وحرمان الشعب الجنوبي من ثروات بلاده منذ احتلال الجنوب في حرب صيف 1994م.
ويشكل قطاع النفط في شبوة وحضرموت حجر الزاوية في اقتصاد الجنوب. ورغم ذلك تعرضت موارد هاتين المحافظتين لعمليات سطو منظمة قادتها أطراف في حكومة رشاد العليمي بدعم من لوبي فساد يسعى لتقاسم الثروات بطرق غير مشروعة، ما أثار رفضا جنوبيا وأصواتا رافضة لمسلسل النهب. وارتفع الفساد والمطالب. بإيقاف الصفقات المشبوهة وردع اللوبي الشمالي الفاسد وتسليم حقول النفط في شبوة وحضرموت لأهالي المحافظتين.
* الهيمنة على ثروات الجنوب
ويشهد الجنوب منذ حرب صيف 1994م نهباً ممنهجاً لثرواته من قبل القوى الفاسدة التي تسيطر على مفاصل الدولة اليمنية، خاصة بعد سقوط الجنوب تحت الاحتلال عام 1994م.
واستغل الفاسدون في الشمال حالة الفوضى والضعف التي عاشها الجنوب بعد الحرب، ووزعوا ثرواتهم على أعضاء السلطة الحاكمة والوسطاء المحليين عبر عمليات فساد غير قانونية أدت إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. وانتشار الفقر والأمراض الناجمة عن دخان حقول النفط بين الجنوبيين، خاصة في محافظة شبوة. وحضرموت .
تقاسم نظام الاحتلال اليمني والقوى العسكرية والقبلية والدينية ثروات الجنوب، حيث استخدمت شركات النفط بالتعاون مع السلطات الفاسدة في الشمال عقوداً غير عادلة لصالح الشمال، حيث وقعت هذه القوى كميات كبيرة و صفقات مشبوهة لتصدير النفط من حقول الجنوب، لكن عائداتها لم تذهب إلى الجنوب، بل ذهبت إلى الخزينة. السلطة في صنعاء وشيوخ القبائل ورجال الدين.
وبعد اندلاع حرب 2015، وتشكيل الحكومة الشرعية، وتولي العليمي رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، تزايدت عمليات النهب ومحاولات التلاعب بعائدات النفط.
ويحاول العليمي تشديد سيطرته على حقول النفط، باتباع أساليب ملتوية وغير قانونية، وإبرام صفقات مشبوهة من جانب واحد مع شركات نفط أجنبية وشخصيات مؤثرة في الحكومة الشرعية في ظل غياب أي رقابة.
منذ سنوات، تشن مافيا النفط في شمال اليمن، بقيادة العليمي، حملات تشويه ممنهجة ضد شركات النفط الجنوبية. وتهدف هذه الحملات إلى إضعاف الشركات الجنوبية أمام المجتمع الدولي والمحلي، وإفساح المجال أمام الشركات الشمالية للاستيلاء على عقود الامتياز النفطي في شبوة وحضرموت.
* حملة منظمة
وتحاول قوى الفساد ومافيا النفط الجنوبية تصفية المؤسسات والشركات الجنوبية بهدف السيطرة على الاقتصاد الجنوبي وإقصاء الجنوبيين من المشاركة في إدارة ثروات واقتصاد بلادهم.
مثل الهجوم الشرس على شركة بترومسيلة واتهام إدارتها بالفساد من خلال التقارير الحكومية والحملات الإعلامية، فصلا جديدا من خطة قديمة ومستمرة لاستهداف كل ما هو جنوبي، أو بالأحرى كل ما يقف في طريق اليمنيين الفاسدين، ويكشف فسادهم. سلسلة النهب الممنهج والمستمر لثروات الجنوب.
وأمام هذه المحاولات المستمرة لتشويه الشركات الجنوبية، أثارت قوى عمالية وشخصيات اقتصادية جنوبية بارزة دعوات واسعة النطاق لحماية شركة بترومسيلة، الشركة الوطنية الرائدة في قطاع النفط والغاز، في ظل حملة منظمة تهدف إلى النيل من سمعتها ومكانتها. وتشويه نجاحها المستمر.
واعتبرت شخصيات جنوبية أن بترومسيلة شركة اقتصادية تمثل رمزاً وطنياً للصمود والإنجاز في قطاع يعاني من تحديات كبيرة، مشيرة إلى أن الهجمات المتكررة على الشركة تحركها مصالح سياسية واقتصادية تسعى لخصخصتها ونقل إيراداتها. من خزينة الدولة إلى جيوب الجهات المتنفذة.
وفي تصريحات صدرت خلال اجتماع قيادات القوى الجنوبية البارزة، تم التأكيد على أن “النجاح الملحوظ الذي حققته شركة بترومسيلة في إدارة موارد الدولة والحفاظ على مكانتها بين الشركات النفطية الكبرى في شبه الجزيرة العربية والخليج، يجعلها دولة رائدة”. هدفاً للأطراف التي تسعى لاستغلاله”.
واتهم الحاضرون بعض وسائل الإعلام بشن “حملات مدفوعة الأجر” تهدف إلى تشويه صورة الشركة عبر اتهامات خالية من أي دليل.
وأوضحوا أن مثل هذه الحملات قد تكون مقدمة لتسهيل السيطرة على الشركة بحجة الخصخصة، مما يشكل خطرا على اقتصاد الجنوب.
وقال أحد المشاركين في اللقاء: لقد نجحت شركة بترومسيلة لأنها تدير مواردها بشفافية وكفاءة، وهذا أكبر دليل على نزاهتها. إذا كان هناك فساد كما يدعي البعض، فلماذا تستمر الشركة في تحقيق النجاحات المتتالية؟
وطالب الحضور القوى الجنوبية بالوقوف صفاً واحداً لحماية بترومسيلة من محاولات الاستهداف، كما حثوا على التركيز على محاربة الفساد في المناطق التي أنهكت الاقتصاد المحلي بدلاً من استهداف كيان وطني ناجح.
وشددت القوات على أن الاعتداءات على الشركة لا تعكس إلا الرغبة في الاستيلاء على مقدراتها، وأن استقرار بترومسيلة يبقى ضروريا لضمان تدفق الإيرادات إلى خزينة الدولة، مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين في البلاد.
*باستثناء المواهب الجنوبية
حكومة العليمي تستبعد المواهب الجنوبية وتهمشها من مواقع صنع القرار المتعلقة بالقطاع النفطي، وتوجه موارد الجنوب النفطية لخدمة أجندات تخدم النفوذ الشمالي، بدلاً من استثمارها في مشاريع تنموية تخدم شعب الجنوب .
وعملت الحكومة على تعيين موظفين من خارج الجنوب لإدارة حقول النفط، مما حرم أهالي شبوة وحضرموت من حقوقهم. كما تعمل على تعطيل المشاريع الاستراتيجية، مثل عرقلة بناء مصفاة شبوة، التي تعتبر مثالا واضحا على السياسات الرامية إلى تقييد التنمية في الجنوب.
ويحتكر العليمي وحكومته ملف التفاوض مع الشركات النفطية، ويستبعد أصحاب الحقوق والأراضي من المشاركة في المفاوضات. واختار العليمي وفداً حكومياً للتفاوض مع شركة OMV النمساوية يضم شخصيات شمالية بالكامل، ما أثار غضباً واسعاً في شبوة وحضرموت والجنوب.
واعتبر هذا التمثيل استهدافا مباشرا لإرادة شعب الجنوب، ومحاولة لفرض أجندات شمالية على القطاع النفطي، وتمرير صفقة مشبوهة لنهب ثروات الجنوب.
وتتهم حكومة العليمي بالتورط في صفقات بيع وشراء في قطاعي النفط في شبوة وحضرموت دون الرجوع إلى القيادة الشرعية للجنوب وأهالي المحافظتين.
وأرسل العليمي وفدا حكوميا يضم موظفين من تعز للمشاركة في المفاوضات حول حقول النفط في مصر، فيما تم استبعاد أهالي شبوة وحضرموت عمدا.
* ثروات شبوة وحضرموت تحت المجهر
*شبوة وحضرموت لهما أهمية اقتصادية واستراتيجية*
وتضم شبوة العديد من الحقول النفطية الغنية مثل قطاع العقلة وقطاع جنات تلميح، ويعتبر من أبرز القطاعات الإنتاجية في اليمن.
يمثل إنتاج النفط في شبوة نسبة كبيرة من الإيرادات الوطنية، إلا أن أبناء شبوة يعانون من الحرمان من الاستفادة من هذه الموارد بسبب سيطرة القوى اليمنية الفاسدة على ثروات المحافظة وتقسيم إيراداتها، في الوقت الذي وتعاني المحافظة من غياب التنمية، وتدني المستوى المعيشي بين مواطنيها، وافتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة. .
كما تعد حضرموت موطنًا لأكبر حقل نفط في اليمن، حقل المسيلة، الذي يساهم بجزء كبير من الإنتاج الوطني. وتتعرض لعمليات نهب وفساد مروعة، حيث تضخ حقول المحافظة ملايين براميل النفط، لكنها لا تستفيد من عائدات النفط التي يتقاسمها لوبي الفساد اليمني في الوقت نفسه. وتفتقر المحافظة إلى محطة كهربائية توفر الطاقة الكهربائية للمواطنين الذين يعانون بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
تمتلك حضرموت موارد غازية ونفطية هائلة، إلا أن مواردها تتعرض للاستنزاف بسبب سياسات التهميش والنهب.
*رفض جنوبي للإجراءات المشبوهة
ويرفض شعب الجنوب كافة محاولات فرض الإدارات الشمالية على شركات الاستثمار النفطي، ويرى في هذه الإجراءات تهديداً مباشراً لمصالحه.
وطالب جنوبيون بإلغاء كافة عمليات البيع المشبوهة واتخاذ الإجراءات العاجلة لحماية ثرواتهم
وأكد المجلس في بيان صادر عن القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، رفضه كافة الإجراءات المشبوهة المتعلقة ببيع القطاعات النفطية، ومحاولة العليمي احتكار ملف القطاع النفطي والتفاوض مع الشركات الأجنبية، داعياً إلى لتمكين أهالي شبوة من إدارة مواردهم.
وفي بيان آخر صادر عن مؤتمر شبوة الشامل، أكد البيان ضرورة تقديم المتورطين في نهب ثروات شبوة وحضرموت إلى العدالة، وإيقاف سياسات التهميش والاستنزاف.
*تداعيات الهيمنة النفطية الجنوبية
إن استنزاف الموارد النفطية يحرم شعب الجنوب من فرص الاستثمار في التعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية.
كما تعمل هذه السياسات على زعزعة استقرار الجنوب، وتعزيز التوترات السياسية والاجتماعية، وإغراق شعب الجنوب في بحر من المعاناة وتشغله بالركض وراء لقمة العيش، بهدف ثنيه عن المطالبة بالتحرير والاستقلال وعودة الوطن. استعادة الدولة الجنوبية.
وتستخدم حكومة العليمي سياسات هامشية، مثل تعطيل الخدمات الأساسية في الجنوب، كوسيلة للضغط على الجنوبيين، وإجبارهم على قبول الهيمنة، وإسكاتهم عن المطالبة بمحاربة الفساد، ومحاكمة الفاسدين، وتسليم موارد البلاد. الجنوب إلى إدارة جنوبية.
* مطالب عاجلة
وارتفعت الأصوات الجنوبية رافضة مسلسل النهب والفساد، ومطالبة بالاستيلاء على الموارد الجنوبية، خاصة في محافظتي حضرموت وشبوة، من أيدي قوى الفساد ومافيا النفط اليمنية.
وتلخصت هذه المطالب في عدد من النقاط أبرزها:
– إلغاء كافة عمليات البيع ونقل الملكية التي تمت في قطاعي شبوة وحضرموت
إحالة المسؤولين عن نهب موارد الجنوب إلى النيابة العامة ومحاسبتهم قانوناً
تعيين كفاءات جنوبية لإدارة حقول النفط، وضمان التمثيل العادل في المفاوضات الدولية.
كما أكدت هذه المطالب على ضرورة استئناف مشروع إنشاء مصفاة شبوة وتطوير البنية التحتية في حضرموت وبناء المحطات الكهربائية وتطوير البنية التحتية في المحافظتين والجنوب بشكل عام، كحق أصيل لا يقبل النقاش والنقاش. التفاوض.
وتبقى حماية الموارد النفطية في شبوة وحضرموت أولوية قصوى لشعب الجنوب في ظل محاولات التهميش والنهب المنظم. ومع تزايد الوعي الجنوبي بأهمية استعادة السيطرة على هذه الموارد، يبرز دور القيادة الجنوبية في توحيد الصفوف وتعزيز العمل المؤسسي لضمان مستقبل مشرق ومستدام للجنوب، وهو ما قاده المجلس الانتقالي الجنوبي. بقلم الرئيس عيدروس الزبيدي .