البيان السياسي الصادر عن المهرجان الجماهيري الحاشد في مدينة شبام التاريخية بمحافظة حضرموت بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
في لحظة وطنية استثنائية تتجدد فيها روح الثورة والكفاح الوطني الجنوبي، ووفاءً لتضحيات الأحرار الذين فجّروا ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء ضد الاستعمار البريطاني، اجتمع اليوم أبناء الجنوب في مدينة شبام التاريخية، قلب وادي حضرموت النابض، ليؤكدوا تمسّكهم بخيارهم الوطني الثابت: استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م.
يأتي هذا الاحتشاد في ظل مرحلة سياسية معقدة يشهدها الجنوب والمنطقة، تتداخل فيها التحديات والمشاريع، وتتزايد فيها محاولات خلط الأوراق وإرباك المشهد الجنوبي. ومن هنا، فإننا نوجّه من حضرموت، ومن وسط هذا الزخم الشعبي العظيم، جملة من الرسائل والتأكيدات:
1- التمسك بقيم التسامح والتصالح والتضامن الوطني الجنوبي، كضمانة لمناعة المجتمع ووحدته، وسلاح سياسي في مواجهة كل محاولات استهداف النسيج الجنوبي أو بث الفرقة والانقسام بين أبنائه.
2- نجدد من هذه الأرض الحضرمية، مطالبة أبناء حضرموت بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، وتسليم المهام الأمنية والعسكرية إلى قوات النخبة الحضرمية، باعتبار ذلك استحقاقًا شعبيًا وسياسيًا وإداريًا لا يقبل التأجيل، وخطوة نحو تثبيت الأمن والاستقرار وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤون محافظتهم.
3- نؤكد على أن الجنوب ماضٍ بثبات في مسيرته التحررية، وأن أي محاولات للالتفاف على إرادة شعبه أو فرض حلول تنتقص من حقه في تقرير مصيره، لن تُكتب لها الحياة. لقد تجاوز الجنوب مرحلة الدفاع إلى مرحلة الفعل السياسي الواعي والقدرة على إدارة التحالفات وصناعة القرار.
4- نجدد التفويض الشعبي للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره القائد المفوّض سياسيًا وشعبيًا لقيادة المرحلة، ومواصلة تمثيل الجنوب في كل المحافل، محليًا وإقليميًا ودوليًا، حتى تحقيق كامل أهداف مشروع الاستقلال الوطني الجنوبي .
5- نرفض كل المشاريع الصغيرة التي تستهدف حضرموت أو تحاول سلخها عن هويتها الجنوبية الجامعة، ونؤكد أن حضرموت كانت وستبقى قلب الجنوب وعنوان وحدته، وأن أي محاولات لإعادة إنتاج الوصاية أو الهيمنة تحت أي شعار مرفوضة جملة وتفصيلًا.
6- التأكيد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين شعب الجنوب والأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في معركة الدفاع عن الأمن القومي العربي، وحماية الملاحة الدولية، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وعلى رأسه إرهاب الحوثيين وتنظيم الإخوان.
7- دعوة الحكومة إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية، من خلال انتظام صرف المرتبات وتحسين الخدمات وتخفيف المعاناة المعيشية للمواطنين، بما يعزز الثقة الشعبية ويمنع استغلال الأوضاع لصالح أجندات معادية.
8- التأكيد على دعم القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية، والوقوف إلى جانبها في مواجهة المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، التي تتقاطع مصالحها مع قوى النفوذ الإخوانية في استهداف الجنوب ومشروعه الوطني.
9- نهيب بكل القوى والمكونات الجنوبية إلى رص الصفوف والالتفاف حول القيادة السياسية للمجلس الانتقالي، والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات الراهنة، وإفشال كل محاولات اختراق الجبهة الداخلية الجنوبية أو استهداف مؤسساتها الوطنية.
10- نثمّن جهود القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في تمثيل قضية شعب الجنوب في المحافل الدولية والإقليمية، ونجاحها في إيصال صوت الشعب الجنوبي إلى دوائر صنع القرار العالمي، مؤكدين أن الجنوب اليوم يفرض حضوره السياسي بفضل نضال أبنائه وصمودهم.
ختامًا، من هنا، من شبام التاريخية، نؤكد للعالم أن الجنوب اليوم أكثر تماسكًا وصلابة وإصرارًا على انتزاع حقه المشروع في الحرية والسيادة، وأن ثورة أكتوبر المجيدة لم تنتهِ بانسحاب المستعمر، بل تستمر اليوم بأشكال جديدة ضد كل مشاريع الوصاية والإلحاق، وأننا ماضون على درب الشهداء حتى يتحقق النصر والاستقلال الكامل وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية العادلة.
صادر عن :
مليونية شبام التاريخية – حضرموت 14 أكتوبر 2025م
