رأي عرب تايم
تمثل زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى روسيا الاتحادية، محطة محورية في مسار العلاقات بين الجنوب العربي وروسيا.
الزيارة تساهم في تجديد الروابط التاريخية التي تمتد لعقود، حين كانت موسكو شريكًا سياسيًا وتنمويًا فاعلًا في مسيرة الجنوب خلال حقبة الدولة الجنوبية المستقلة قبل الوحدة المشؤومة.
وتأتي هذه الزيارة لتعيد إحياء هذا الإرث العميق، وتفتح أبواب التعاون الاقتصادي والاستثماري على أسس جديدة تتناسب مع تطلعات المرحلة الراهنة.
تحمل زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على أن العلاقات بين الجنوب وروسيا ليست طارئة، بل متجذرة في الذاكرة السياسية والاقتصادية للشعبين.
فروسيا كانت من أوائل الدول التي نسجت علاقات تعاون مع الجنوب في مجالات التعليم والدفاع والطاقة والبنية التحتية، وهي اليوم تستعيد حضورها عبر قنوات دبلوماسية واقتصادية جديدة يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي برؤية منفتحة وشراكة تقوم على المصالح المشتركة.
وفي ظل التحولات الاقتصادية العالمية، يسعى الجنوب بقيادة الرئيس الزُبيدي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، وفي مقدمتها الروسية، إلى القطاعات الواعدة مثل الموانئ والطاقة والمعادن والنقل البحري.
ويؤكد الرئيس الزُبيدي، في العديد من المناسبات، على أن الجنوب يمتلك مقومات اقتصادية واستراتيجية تؤهله ليكون بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار.
يأتي ذلك بفضل موقعه الجغرافي الذي يربط بين أهم خطوط الملاحة الدولية، وموارده الطبيعية المتنوعة التي ما تزال بحاجة إلى استثمارات نوعية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
كما تظهر الزيارة حرص القيادة الجنوبية على بناء علاقات اقتصادية متوازنة مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها روسيا، ضمن رؤية تهدف إلى تنويع الشركاء وتحرير القرار الاقتصادي من الارتهان لأي طرف.
ويجد هذا التوجه صدى إيجابيًا في الأوساط الروسية التي تنظر إلى الجنوب كمنطقة واعدة للاستثمار وبوابة استراتيجية نحو أسواق بحر العرب والقرن الإفريقي.
وبالتالي فإن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى روسيا لا ينظر إليها فقط من باب المسار الدبلوماسي، لكنها خطوة عملية نحو بناء شراكة اقتصادية حقيقية تعيد للجنوب مكانته الطبيعية كمحور تجاري واستثماري مهم في المنطقة.
وبذلك، تؤسس الزيارة لعهد جديد من التعاون بين الجنوب وروسيا، يقوم على التاريخ المشترك والمصالح المتبادلة، ويفتح الباب أمام مستقبل واعد من التنمية والاستقرار.
