شهدت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، صباح اليوم السبت الموافق 1 نوفمبر 2025، مسيرة جماهيرية سلمية حاشدة شارك فيها اعداد كبيرة من المواطنين، استجابة لدعوة منظمات المجتمع المدني، تعبيراً عن تفاقم المعاناة الناتجة عن تدهور الأوضاع الخدمية والاقتصادية والأمنية، واستمرار انقطاع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين للشهر الخامس، إلى جانب فرض الجبايات التي يستفيد منها عدد محدود من المتنفذين، مما أثقل كاهل المواطنين. وانطلقت المسيرة من الشارع الرئيسي للمدينة، حيث رفع المشاركون صور الشهيد الرئيس سالمين، والرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والقائد أبو زرعة المحرمي. وردد المحتجون شعارات غاضبة منها: “أبين أبين صحي النوم”، “لا فساد بعد اليوم”، “لا جبايات بعد اليوم”، و”يا حكومة وين المرتبات؟”، في تعبير واضح عن حجم السخط الشعبي تجاه الأوضاع الراهنة. وتأتي هذه المسيرة بعد أن وصلت معاناة المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعيش العديد من الأسر على وجبة واحدة يومياً، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء والصحة والتعليم. وقد أدى هذا التدهور إلى حرمان كثير من الطلاب من مواصلة تعليمهم، بسبب عجز أسرهم عن توفير مستلزمات الدراسة. وفي ختام المسيرة، أُلقي بيان باسم المشاركين، دعا فيه أبناء المحافظة إلى رص الصفوف ولمّ الشمل وإصلاح ذات البين، والوقوف بحزم أمام محاولات زعزعة الاستقرار، مؤكدين ضرورة الاصطفاف إلى جانب الحق في مواجهة الباطل، والانتصار لمن يستهدف القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها صمام أمان المحافظة. كما ناشد البيان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، ونائبه القائد العام لألوية العمالقة أبو زرعة المحرمي، التدخل العاجل لمعالجة القضايا الملحة التي يعاني منها المواطنون في أبين والمحافظات المحررة، وعلى رأسها وقف الجبايات ورفع النقاط الممتدة من منطقة العلم إلى آخر نقطة في الطريق الدولي، والتي باتت مصدراً رئيسياً للخلافات بين الأجهزة الأمنية.وصرف المرتبات العالقة منذ خمسه أشهر وطالب المشاركون بمحاربة الفساد المستشري في أجهزة الدولة ومرافقها، وإجراء إصلاحات جذرية تشمل إزاحة الفاسدين، وتمكين الكوادر الكفؤة من تولي المناصب، مؤكدين أن محافظة أبين تزخر بالكفاءات القادرة على النهوض بها، إذا ما وُضع الرجل المناسب في المكان المناسب
