تقرير صحفي – عرب تايم/خاص:
في خضم التطورات العسكرية التي تشهدها الساحة الجنوبية، دخلت القوات الجنوبية إلى محافظة حضرموت في تحرك وطني منظم، بعيدًا عن كل ما يشاع من محاولات تضليل أو تصوير الأمر وكأنه اقتحام أو تهديد لأهل حضرموت.
فالجنوب يتحرك في أرضه، ويعيد ترتيب موازين القوة داخل حدوده الجغرافية، في مواجهة تمدد قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للقيادات الشمالية التي سارعت في الأيام الماضية إلى تعزيز مواقعها تحت مسمى جديد يُدعى “قوات حلف حضرموت”.
تحرك جنوبي مشروع داخل أرض جنوبية:
الخطوة الجنوبية ليست غريبة ولا دخيلة؛ إنها تحرك قوة جنوبية في أرض جنوبية، فالوادي والصحراء والسهول والمدن جميعها جزء من الجغرافيا الوطنية الجنوبية، والقوات التي قدمت من العاصمة عدن ولحج وأبين، وشبوة، وحضرموت، و ردفان هي امتداد طبيعي لذات الأرض والهوية والمصير.
وفي الوقت الذي تقدم فيه القوات الجنوبية كـ”قوة وافدة”، يغيب المنطق تمامًا عن من يحاول تجاوز حقيقة وجود قوات شمالية متمركزة منذ سنوات في عمق حضرموت، تتوسع بصمت وتتحرك بثقة وكأنها صاحبة الأرض.
الاعتراض الحقيقي يجب أن يكون على الوجود الشمالي:
الاعتراض المنطقي ليس على الجنوبي في أرضه، بل على الوجود العسكري الشمالي في محافظة جنوبية.
فالقوات الشمالية التي تتكاثر وتتوسع وتعيد انتشارها تحت مسميات جديدة، هي التي تستدعي القلق والتساؤل والرفض، لا القوات التي جاءت لحماية الأرض والناس وإعادة توازن الردع.
إن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح هو:
لماذا يغض الطرف عن القوات الشمالية، بينما يستثار البعض من القوات الجنوبية؟
معادلة واضحة: أخرجوا القوات الشمالية… وستخرج الجنوبية:
الواقع لا يحتمل الالتباس:
من يريد حضرموت لأبنائها فقط، عليه أن يبدأ أولاً بإخراج القوات الشمالية من المحافظة. وستخرج عندها القوات الجنوبية تلقائيًا، فالأرض لأهلها والقوات الجنوبية ليست إلا قوة ردع وحماية، تدخل حيث يوجد فراغ أمني أو تهديد وجودي.
أما السكوت عن قوات الشمال مع الاعتراض على قوات الجنوب، فهذه معادلة مريبة تثير أكثر مما تُجيب، وتكشف أن وراء الأكمة ما وراءها… وأن هناك من يخشى القوة الجنوبية لأنها وحدها القادرة على حماية حضرموت من مشاريع التمدد والهيمنة.
خلاصة:
دخول القوات الجنوبية إلى حضرموت ليس حدثًا عسكريًا عابرًا، بل خطوة استراتيجية تعيد التوازن وتقطع الطريق على أي محاولة لفرض أمر واقع شمالي على أرض الجنوب.
حماية حضرموت ليست خيارًا بل واجبًا، والقوات الجنوبية تقوم بواجبها، بينما الأصوات التي تستنكر وجودها وتتجاهل وجود القوات الشمالية، تكشف انحيازها وتثير تساؤلات كبرى حول النوايا والأجندات.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم” ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية
















