يشهد الجنوب العربي اليوم حالة استثنائية من الزخم الشعبي والسياسي، تُوصف بأنها “انتفاضة الحسم التاريخي”. هذه الانتفاضة أعلنتها القوات المسلحة الجنوبية كحالة تعيشها جماهير الجنوب العربي في امتداده الجغرافي الواسع، من محافظة المهرة شرقًا وصولًا إلى باب المندب غربًا.
هذا المشهد المهيب ليس وليد اللحظة، بل هو تتويج لمسار طويل من النضال وعمليات عسكرية حاسمة، أبرزها عملية “المستقبل الواعد” التي نجحت في إعادة رسم موازين القوى بشكل جذري، خاصة في وادي حضرموت.
موازين قوى جديدة بعد “المستقبل الواعد”
يأتي هذا الإعلان التاريخي في سياق مرحلة حساسة تتشابك فيها خيوط الزخم الميداني مع التعبئة الشعبية. هناك إدراك واسع النطاق بأن التحولات الأخيرة، التي قادتها القوات المسلحة الجنوبية، تركت أثرًا عميقًا ودائمًا على المشهد العام برمته في محافظات الجنوب العربي كافة.
عملية “المستقبل الواعد” مثّلت نموذجًا لنجاح التخطيط العسكري والاستراتيجي، ومهدت الطريق لـالحسم العسكري الذي أصبح اليوم “شعار المرحلة”. هذا التطور الميداني ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل هو جزء أصيل من الخيار التحرري الجنوبي الذي يمثل امتدادًا لمبدأ وطني ثابت ومرتبط بـمسار تحرري طويل تبنّاه الجنوب منذ سنوات طويلة. هذا المسار، بالنسبة للجنوبيين، هو “عهد لا يقبل التراجع أو التأجيل”.
الجاهزية العسكرية والتنظيمية للحسم
من منطلق عسكري محض، فإنَّ هذا المسار التحرري يقوم على أساس راسخ مفاده أن القوات المسلحة الجنوبية قد هيأت بشكل كامل بنيتها العسكرية والتنظيمية. هذه الجهوزية الكاملة تهدف إلى التعامل بفعالية مع تحديات المرحلة الحالية والمقبلة، وصولًا إلى مستوى من الاستعداد ينسجم تمامًا مع المتطلبات الميدانية والسياسية المتوقعة لـاستعادة الدولة.
إن رفع مستوى الجهوزية القتالية لا يتعلق فقط بالدفاع، بل بالهجوم وتثبيت الوقائع على الأرض لضمان حماية الإرادة الجماهيرية الواسعة التي تدفع باتجاه تثبيت واقع جديد. هذا التوافق بين العقيدة العسكرية والأهداف السياسية يمنح الحركة الجنوبية قوة دفع استراتيجية غير مسبوقة.
الزخم الشعبي يُعزز الحسم: التلاحم بين الجيش والشعب
ما يميز هذه المرحلة هو اتساع رقعة الحراك الشعبي في مختلف محافظات الجنوب العربي بالتوازي مع التحرك العسكري. هذا التوازي ليس صدفة، بل هو انعكاس واضح لرغبة شريحة واسعة من المواطنين في تحديد مسارهم السياسي المستقبلي.
هذا المشهد التعبوي لا ينفصل أبدًا عن الانتصارات العسكرية الأخيرة والمهيبة. فالشعب، الذي رأى نجاح قواته في تغيير موازين القوى على الأرض، بات أكثر ثقة وقدرة على التعبير عن مطالبه بـاستعادة الدولة. إن هذا التلاحم بين الزخم الشعبي والإنجاز العسكري يُعد حجر الزاوية في انتفاضة الحسم التاريخي. فالحراك الشعبي يمد الحركة السياسية والعسكرية بـالشرعية الجماهيرية اللازمة للمضي قدمًا.
نظرة نحو المستقبل: تثبيت الواقع الجديد
في خضم استمرار التحديات الراهنة، فإن الجنوب العربي، قيادة وشعبًا، يؤكد أنه ماضٍ بقوة في مساره التحرري. هناك جاهزية كاملة لمواجهة أي عقبات قد تعترض هذا الطريق، سواء كانت داخلية أو إقليمية. هذا الإصرار مدعوم بـالإرادة الجماهيرية الواسعة التي ترى في هذه المرحلة اللحظة المواتية والفرصة التاريخية التي يجب اقتناصها.
إن الهدف النهائي لـانتفاضة الحسم التاريخي هو تثبيت واقع جديد على الأرض. واقع يضمن الأمن والاستقرار والتنمية، ويضع الجنوب على طريق استعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة.
هذه الحالة المهيبة من الزخم هي دليل على أن قرار التحرر قد أصبح قرارًا شعبيًا وعسكريًا لا رجعة فيه، وأن الحسم هو الكلمة الأخيرة في قاموس الجنوب العربي.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















