في خضم التطورات المتسارعة التي يشهدها الجنوب العربي، تتجسد الرؤية القيادية الحكيمة في إيلاء منظومة الإعلام الجنوبي أهمية قصوى، بوصفها أحد الأعمدة الرئيسة لبناء مشروع وطني حديث، وقناة حقيقية تُعبّر عن صوت الشعب وتوثق مسيرته نحو تحقيق تطلعاته.
ويأتي الدعم الجنوبي منقطع النظير والمُقدم من الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس الرئاسي، ليؤكد هذا الالتزام ويُعزز مكانة الإعلام كقوة فاعلة ومؤثرة في معادلة الصراع والدفاع عن القضية الجنوبية.
إن هذا الدعم لا ينحصر في الجانب المادي أو الإداري فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب المعنوي والرمزي، دلالة على الإيمان العميق بأن الإعلام المهني والاحترافي هو سلاح أساسي في معركة الوعي وكسب التأييد الإقليمي والدولي.
زيارة تفقدية برمزية عالية: دعم من قلب الحدث
في رسالة دعم جديدة ومباشرة، أجرى الرئيس عيدروس الزُبيدي زيارة تفقدية هامة لقطاع الإذاعة والتلفزيون الجنوبي. هذه الزيارة لم تكن مجرد بروتوكول، بل كانت زيارة عمل مُعمقة، أكدت حرص القيادة على الاطلاع عن قرب على سير العمل والاحتياجات.
وكان في استقبال الزُبيدي عدد من القيادات الإعلامية والسياسية البارزة، وفي مقدمتهم عضو هيئة رئاسة المجلس والأمين العام للأمانة العامة عبدالرحمن شاهر، ورئيس هيئة الإعلام والثقافة عبدالعزيز الشيخ. هذا التجمع القيادي في مقر المؤسسة الإعلامية يُعطي دلالة واضحة على الارتباط الوثيق بين القرار السياسي والجهد الإعلامي في الجنوب.
جولة شاملة واطلاع مباشر على التحديات
خلال جولته، طاف الزُبيدي بإدارات وأقسام قطاع الإذاعة والتلفزيون، مُطلعًا بشكل مباشر على:
سير العمل اليومي في كل إدارة.
الآليات المتبعة في التغطية الإعلامية للأحداث المتسارعة في عموم محافظات الجنوب العربي على مدار الساعة.
احتياجات الكوادر الإعلامية والتحديات التي تواجههم في ظل الظروف الصعبة التي يعملون فيها.
وأشاد الرئيس القائد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الطواقم الإعلامية، مُشددًا على أهمية تطوير العمل الإعلامي وتعزيز دوره الحيوي في نقل الحقائق بمهنية، ودعم تطلعات أبناء الجنوب، ومواكبة الأحداث باحترافية عالية. وتُشكل هذه الزيارات المتتالية لقطاع الإذاعة والتلفزيون تأكيدًا متجددًا على رسائل جنوبية راسخة في بُعدها الرمزي العميق الدالّ على إيمان القيادة بأهمية الإعلام الجنوبي ودوره في بناء الوعي الجمعي.
لمسة إنسانية: لقاء منيرة رامي بن شجاع
على هامش زيارته للمؤسسة الإعلامية، التقى الرئيس الزُبيدي بالطفلة منيرة رامي بن شجاع، حفيدة الشهيد العميد صالح بن شجاع. هذا اللقاء الإنساني كان له صدى واسع، خاصة بعد أن ظهرت الطفلة في مقطع مرئي مؤثر بثّته منصة “عدن المستقلة الإنجليزية”، وأثارت بتعبيراتها الصادقة تفاعلًا وتعاطفًا كبيرين.
أشاد الزبيدي بشجاعة وحماس الطفلة منيرة، التي حرصت على الحضور إلى ساحة الاعتصام المفتوح للتعبير عن طموحاتها في مستقبل مشرق. وقد أشار الزُبيدي إلى أن ظهورها العفوي والصادق يعكس إرادة جيل كامل يتطلع لغد أفضل في ظل وطن جنوبي يسوده العدل والكرامة والعيش الكريم.
هذا اللقاء يبعث رسالة مزدوجة:
تقدير التضحيات: التأكيد على أن تضحيات الشهداء، كجد الطفلة، لم تذهب سدى وأن القيادة تُقدر عاليًا هذه التضحيات.
مستقبل الجنوب: الربط بين الحاضر والنضال وبين مستقبل الجنوب المشرق الذي يمثله جيل الأطفال، وتأكيد على أن القضية الجنوبية هي قضية أجيال.
رؤية استراتيجية: بناء إعلام مؤسسي متماسك
إن اهتمام الرئيس القائد الزُبيدي بمنظومة الإعلام في الجنوب العربي لا يُعدّ حدثًا عابرًا، بل هو جزء من رؤية أوسع تسعى إلى بناء إعلام مؤسسي متماسك. هذه الرؤية ترتكز على محورين أساسيين:
التأهيل المهني والتقني: حرص الرئيس الزُبيدي على الاطلاع المباشر على احتياجات المؤسسة الإعلامية وتأكيده دعم المجلس الانتقالي لجهود التطوير وإعادة التأهيل. هذا الدعم المتكامل يضمن تقديم خطاب إعلامي مهني وقادر على مواكبة المرحلة وتحدياتها الفنية والسياسية.
الدفاع عن القضية الوطنية: الإعلام الجنوبي في نظر القيادة ليس مجرد وسيلة نقل للأخبار، بل هو قوة فاعلة تقف في مقدمة ميادين الدفاع عن قضية الشعب، وتعمل على ترسيخ الهوية الوطنية وصون تطلعات الجنوبيين.
تقدير الكوادر وصون الرسالة
يُجسّد حضور الزُبيدي بمقر الإذاعة والتلفزيون تقديرًا حقيقيًا وفعليًا لـالكوادر الإعلامية الجنوبية التي ظلت تعمل في ظروف صعبة ومعقدة، محافظة على رسالتها تجاه مجتمعها وقضيتها. هذا التقدير هو حافز رئيسي لاستمرار هذه الكوادر في بذل المزيد من الجهد والالتزام بـالمهنية والاحترافية.
هذه الخطوات تبرز كجزء من استراتيجية متكاملة لـتعزيز حضور الجنوب في الفضاء الإقليمي والدولي، وتمكين الصوت الجنوبي من الوصول إلى عواصم القرار لتوضيح حقيقة التطورات الجارية على الأرض.
إيمان بالدور المحوري للإعلام
في المحصلة، يؤكد الدعم المتواصل من قِبل القيادة الجنوبية لمنظومة الإعلام أن مسيرة النضال لا تقتصر على الجانب العسكري أو السياسي، بل تتطلب جبهة إعلامية قوية وموحدة. الرئيس الزُبيدي يرسخ مبدأ أن قوة الجنوب تكمن في قدرته على صياغة رسالته الإعلامية بمهنية وصدق، ونقل تطلعات شعبه نحو الاستقلال والعيش الكريم. هذا الإيمان الراسخ بالدور المحوري للإعلام هو ما سيُمكن الجنوب من مواصلة مسيرته بثقة نحو تحقيق أهدافه الوطنية المنشودة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا














