وصل الوفد التفاوضي التابع للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مساء اليوم، إلى العاصمة عدن، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا جديدًا في مسار الحل السياسي ، وتأكيدًا على اعتراف دولي وإقليمي بالواقع الذي فرضه الجنوب وقواته المسلحة على الأرض.
ويأتي وصول الوفد في وقتٍ فشلت فيه مساعي رشاد العليمي وجماعة الإخوان في استجلاب أي موقف دولي يُدين المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح شريكًا رسميًا في الحكومة وشريكًا فاعلًا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة، الأمر الذي عزّز الاعتراف الدولي بدور المجلس الانتقالي باعتباره القوة الأكثر ثباتًا في تأمين الجنوب والتصدي للحوثيين ومكافحة الإرهاب.
وأكدت مصادر سياسية أن التحركات الدولية الحالية تمهّد لمرحلة جديدة قد تشهد حل مجلس القيادة الرئاسي والإطاحة برشاد العليمي، وجماعة الإخوان ضمن إطار ترتيبات يجري نقاشها بين وفد التحالف وقيادة الجنوب، بهدف معالجة حالة الانقسام وتهيئة المشهد لحكومة قوية في الجنوب أكثر انسجامًا مع الواقع الميداني.
وتشير التوقعات إلى أن فريق التفاوض سيؤكد على بقاء القوات المسلحة الجنوبية في مواقع انتشارها بمحافظتي حضرموت والمهرة، إلى جانب قوات النخبة الحضرمية، وقوات الدعم الأمني ، ودرع الوطن، لضمان استمرار تأمين المحافظات الشرقية ومنع أي عمليات تهريب للأسلحة باتجاه ميليشيات الحوثي، باعتبار هذه القوات الأكثر قدرة على ضبط الحدود وإحكام السيطرة الميدانية.
وتأتي هذه التحركات في لحظة مفصلية، إذ يراقب الشارع الجنوبي التطورات باهتمام بالغ، وسط آمال بأن يكون وصول الوفد التفاوضي مقدمة لتصحيح المسار السياسي، وتعزيز الشراكة مع التحالف العربي، ودعم إرادة شعب الجنوب في إدارة أرضه وحماية حدوده وتحقيق تطلعاته الوطنية.

















