في خضم التحركات العسكرية والسياسية الأخيرة التي يقودها الجنوب العربي بثبات، وفي ظل تحقيق المزيد من المنجزات الاستراتيجية على الأرض، تبرز ملامح “حرب نفسية مسعورة” تُشن ضده. يبدو أن النجاحات المتتالية للقيادة الجنوبية قد فجّرت حالة من الرعب والهلع لدى خصوم الجنوب، الذين وجدوا في التشويه الإعلامي والسياسي الممنهج وسيلتهم الوحيدة لعرقلة هذا التقدم.
تُلاحظ في الأيام الماضية، انتشار سيل من البيانات والتصريحات التي ترمي بوضوح إلى استهداف شيطاني ومحاولة تشويه متعمدة تُثار ضد كيان الجنوب العربي وقيادته. الهدف الأبرز من هذه الحملة هو نسف الثقة الداخلية وإثارة الشكوك حول مسار التحرر، ووضع العراقيل أمام المنجزات الاستراتيجية التي تحققت على الصعيدين الأمني والسياسي.
تناقضات الخصوم: الصمت أمام الحوثي والصخب ضد الجنوب
تأتي هذه الحملة النفسية من أطراف تدّعي الوطنية وتزعم أن لها قضية تدافع عنها، إلا أن سجلها النضالي يكشف تناقضًا صارخًا. هذه القوى نفسها هي التي صمتت كثيرًا، أو بتعبير أكثر دقة، تخاذلت عن مواجهة الإرهاب الحوثي على مدى سنوات. تلك القوى، التي عفا على مؤسساتها الزمن وفقدت شرعيتها الشعبية، تتخبط حاليًا بـ البيانات والتصريحات الجوفاء إزاء الإجراءات الحازمة التي يتخذها الجنوب العربي لحماية أراضيه وشعبه.
هذه الأطراف تتناسى عن عمد الحقيقة الواضحة على الأرض: وهي أن الجنوب يملك من القوة العسكرية والسياسية ما يجعله قادرًا تمامًا على حماية مؤسساته، صون مكتسباته الوطنية، ومواصلة طريقه التحرري الذي لا رجعة فيه حتى استعادة الدولة كاملة السيادة. إن محاولة “تقزيم” هذه التحركات أو التشكيك فيها لا يغير من الواقع شيئًا، بل يكشف عن مدى يأس الخصوم.
محاولة إغراق “سفينة التحرر”: بعثرة الأوراق وإحداث الفوضى
إن الأطراف التي تشن هذه الحرب النفسية على الجنوب العربي تهدف بشكل مباشر إلى إحداث ثقب في سفينة التحرر التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي. هي محاولة يائسة لـ بعثرة الأوراق، وإرباك المشهد السياسي، وزرع بذور الفتنة بهدف إحداث فوضى شاملة في أرجاء الجنوب العربي.
تعتمد هذه الحرب تكتيكات رخيصة تشمل:
“تقزيم” التحركات العسكرية والسياسية الحاسمة للجنوب العربي.
توجيه اتهامات رخيصة وباطلة إلى القيادة الجنوبية، بهدف تشويه صورتها أمام الرأي العام الإقليمي والدولي.
العمل على حشر الجنوبيين في المربع الأول، ومحاولة عرقلة أي خطوة يمكن أن يخطوها الجنوب للأمام وهو ينجز أحد أهم المشروعات التحررية في المنطقة.
هذه الحملات ليست جديدة، بل هي حلقة جديدة في سلسلة الاستهداف المتواصل الذي يهدف إلى تجميد مسار التحرر ومنع ولادة دولة الجنوب المستقلة.
قوة الجنوب العسكرية: الإرادة التي تدحر الاستهداف
الحقيقة الأكبر والأكثر رسوخًا التي تتناساها هذه التيارات وتتجاهلها البيانات المشوهة، هي الوضع العسكري القائم الذي حققه الجنوب العربي بفضل قوته العسكرية الضاربة والانتصارات النوعية لقواته المسلحة.
هذه القوة ليست مجرد أدوات عسكرية، بل هي تعبير عن إرادة الجنوبيين الراسخة التي لن تُهزم. إن المسار الحالي هو مسار راسخ يؤكد أن إرادة الشعب الجنوبي لديها القدرة الكاملة على دحر أي استهداف أو مؤامرة تحاك ضده. فالقوة الميدانية التي أثبتت جدارتها في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية هي الضمانة الحقيقية ضد هذه الحرب النفسية.
الجنوب العربي اليوم لا ينظر إلى الخلف؛ فالمضي قدمًا في مشروع استعادة الدولة هو خيار استراتيجي مدعوم شعبيًا وعسكريًا. الحملات المغرضة لا تزيد القيادة الجنوبية إلا إصرارًا على مواصلة البناء والتحرير، مدركة أن صوت الحق والواقع الميداني أقوى بكثير من ضجيج البيانات الزائفة.
إن الرد العملي على هذه الحرب النفسية يكمن في المزيد من المنجزات على الأرض، والمزيد من التحرك السياسي الواعي الذي يضمن مكانة الجنوب في المعادلة الإقليمية والدولية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















