في لحظة فارقة من تاريخ وادي حضرموت، احتضنت مدينة سيئون اجتماعًا موسعًا ضم كبار رجال القبائل، والوجهاء، والشخصيات الاجتماعية، وممثلي المجتمع المدني.
هذا اللقاء لم يكن مجرد تجمع تقليدي، بل كان “مانيفستو” سياسي وأمني رسم ملامح المرحلة المقبلة، مؤكدًا بصوت واحد أن حضرموت هي قلب الجنوب العربي النابض، وأن أمنها خط أحمر ترسمه سواعد الأبطال من القوات المسلحة الجنوبية ونخبتها الحضرمية.
انتصارات الجنوب تفرض واقعًا جديدًا في الوادي
جاء الاجتماع متزامنًا مع التطورات الميدانية الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، وهي الانتصارات التي غيرت موازين القوى وفرضت واقعًا أمنيًا جديدًا كان يترقبه المواطنون منذ سنوات طويلة.
وأكد المشاركون في “لقاء سيئون” أن هذه النجاحات العسكرية لم تكن محض صدفة، بل هي نتاج تضحيات جسيمة ومسار نضالي صلب. وقد أجمع الحاضرون على أن:
القوات الجنوبية هي عامل التوازن الرئيسي في المنطقة.
الانتصارات المحققة أسهمت بشكل مباشر في تطبيع الحياة العامة وتعزيز الطمأنينة لدى السكان.
تثبيت الأمن في وادي وصحراء حضرموت لا يمكن أن يتم بمعزل عن “أبناء الأرض” المتمثلين في قوات النخبة.
التفاف شعبي وقبلي حول “النخبة الحضرمية”
أهم ما ميز مخرجات الاجتماع هو الموقف الحاسم تجاه التشكيلات الأمنية. فقد أعلن وجهاء القبائل وقوفهم الكامل وغير المشروط إلى جانب قوات النخبة الحضرمية، معتبرين إياها صمام الأمان الوحيد والشرعي لحماية مقدرات المحافظة.
مخرجات أمنية حاسمة:
رفض دعوات الخروج: شدد المجتمعون على الرفض القاطع للأصوات والمطالب المشبوهة التي تنادي بخروج القوات الجنوبية من الوادي في هذه المرحلة الحساسة.
السيادة الأمنية: التأكيد على أن أي ترتيبات أمنية مستقبيلة يجب أن تنطلق من مصلحة حضرموت أولًا، وبالتنسيق الكامل مع القيادة الجنوبية.
الاستقرار ضمانة للنسيج الاجتماعي: بقاء القوات الجنوبية في مواقعها هو الضمانة الحقيقية لصون السلم الأهلي وحماية النسيج الاجتماعي من الاختراقات.
شكر وتقدير لدول التحالف العربي
لم يفت وجهاء حضرموت في اجتماعهم التاريخي تثمين الدور الأخوي والمحوري الذي تقوم به دول التحالف العربي. ووجه اللقاء رسائل شكر وتقدير خاصة إلى:
المملكة العربية السعودية: لدعمها المستمر وجهودها في تثبيت ركائز الاستقرار.
دولة الإمارات العربية المتحدة: لدورها الريادي في تأهيل ودعم قوات النخبة الحضرمية وتطهير المنطقة من الإرهاب.
هذا الدعم، كما وصفه الحاضرون، كان الركيزة التي استندت إليها حضرموت لمواجهة تحديات الفوضى ومشاريع التفتيت.
حضرموت والجنوب العربي: وحدة المصير والهوية
في رسالة سياسية واضحة للقوى المحلية والإقليمية، قطع اجتماع سيئون الطريق أمام أي محاولات لسلخ حضرموت عن محيطها الطبيعي. وأكد البيان الختامي أن:
حضرموت جزء أصيل من الجنوب العربي: هويةً وتاريخًا ومصيرًا.
مستقبل حضرموت: مرتبط بإرادة أبنائها ضمن إطار المشروع الوطني الجنوبي الشامل.
الحقوق المشروعة: حقوق حضرموت في ثرواتها وإدارة شؤونها هي حقوق لا تقبل المساومة، ويجب أن تُدار بعيدًا عن أجندات الأحزاب السياسية الضيقة أو المكونات التي تسعى للمتاجرة بمعاناة الناس.
دلالات التوقيت: وعي وطني يتجاوز المؤامرات
يأتي هذا التحرك القبلي الواسع في توقيت شديد الحساسية، حيث يحاول البعض إرباك المشهد الأمني في الوادي. إلا أن الاصطفاف الذي تجلى في سيئون يعكس وعيًا وطنيًا متقدمًا بحجم المخاطر.
لقد مثل اللقاء انتصارًا سياسيًا ومعنويًا لقضية شعب الجنوب، ورسالة قوية مفادها أن الإرادة الشعبية في حضرموت قادرة على حماية مكتسباتها والمضي قدمًا نحو استعادة الدولة كاملة السيادة. إن الإصرار على مواصلة “الطريق التحرري” يمثل اليوم التزامًا أخلاقيًا تجاه الأجيال القادمة التي تنشد العيش في ظل دولة نظام وقانون بعيدًا عن عقلية الفوضى.
صناعة الموقف الحضرمي
إن مستخلصات لقاء سيئون تتمحور حول “صناعة موقف حضرمي صلب” يدعم الشرعية الجنوبية على الأرض، ويرفض شق الصف، ويتمسك بالثوابت الوطنية. لقد وضع رجال القبائل في حضرموت النقاط على الحروف، مؤكدين أن الوادي لن يكون بعد اليوم ساحة للمناورات، بل حصنًا منيعًا لانتصارات الجنوب العربي.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















