في مشهدٍ مهيب يمزج بين الفخر الوطني والوفاء العظيم، احتضنت ساحة مخيم الاعتصام الشعبي المفتوح بمدينة سيئون في محافظة حضرموت، اليوم الأحد، فعالية رمزية ذات دلالات عميقة، تمثلت في رفع صور شهداء عملية “المستقبل الواعد” التي انطلقت لتحرير مديريات وادي وصحراء حضرموت من قوى الإرهاب والاحتلال.
هذه الخطوة لم تكن مجرد فعالية بروتوكولية، بل كانت استفتاءً شعبيًا جديدًا على قدسية الدماء التي سُفكت من أجل تراب الجنوب العربي وهويته.
دماء الشهداء: حجر الأساس لمستقبل الجنوب العربي
جسّدت اللوحات التي رفعت في ساحة الاعتصام، والتي ضمت صور وأسماء أبطال عملية “المستقبل الواعد”، معاني العرفان لتضحيات المقاتلين الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والكرامة. وأكد المعتصمون أن هذه التضحيات هي الضمانة الوحيدة لترسيخ الأمن والاستقرار في حضرموت والجنوب عامة.
قائمة الشرف والبطولة:
تزينت ساحة المخيم بصور الأبطال الذين واجهوا الإرهاب والظلم بصدور عارية وإرادة صلبة، وهم:
عبد الوكيل محمد الحوشبي.
إيهاب توفيق فاضل القماري.
خالد عبدالله سالم الردفاني.
رشيد راشد طويح.
هؤلاء الشهداء لم يرحلوا كأرقام، بل تحولوا إلى رموز وطنية وشعلة تضيء طريق النضال لأبناء وادي وصحراء حضرموت المطالبين برحيل القوات العسكرية الغريبة وتمكين أبناء الأرض من إدارة شؤونهم.
رسائل الوفاء: مسيرة التحرير لن تتوقف
أكد المشاركون في مخيم الاعتصام بسيئون أن تخليد ذكرى هؤلاء الشهداء يمثل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا يقع على عاتق كل جنوبي. واعتبروا أن رفع هذه الصور في قلب الوادي يبعث برسائل واضحة للداخل والخارج:
استمرارية النضال: إن الدماء التي سالت في عملية “المستقبل الواعد” لن تذهب سدى، وأن مسيرة التحرير مستمرة حتى تحقيق السيادة الكاملة.
العدالة للشهداء: استعادة الدولة الجنوبية هي الطريق الوحيد لإنصاف هؤلاء الأبطال وتحقيق الحلم الذي استُشهدوا من أجله.
وحدة المصير: اختلاط دماء الشهداء من مختلف مناطق الجنوب (الحواشب، الردفان، وغيرها) على تراب حضرموت يؤكد أن القضية الجنوبية جسد واحد لا يتجزأ.
مخيم سيئون: ساحة للاعتصام ومنارة للتوعية الوطنية
يأتي رفع صور الشهداء ضمن البرنامج الوطني لمخيم الاعتصام المفتوح، الذي تحول إلى مركز للنشاط الشعبي السلمي والمنظم في وادي حضرموت. ويعبر هذا المخيم عن الإرادة الحرة لأبناء الوادي والصحراء الذين يرفضون سياسات التهميش والنهب المنظم لثرواتهم.
نضال سلمي منظم: يثبت أبناء حضرموت عبر هذا المخيم أنهم دعاة سلام وبناء، لكنهم في الوقت ذاته مقاتلون أشداء في سبيل انتزاع حقوقهم.
تجديد العهد: الفعاليات المتواصلة داخل المخيم تعمل على شحذ الهمم وتذكير الأجيال القادمة بأن الحرية ثمنها غالٍ، وأن دماء الأبطال هي المنارة التي تهدي التائهين في طريق استعادة الدولة.
عملية “المستقبل الواعد”: انعطافة تاريخية في أمن حضرموت
تعد عملية “المستقبل الواعد” من أهم المحطات العسكرية والأمنية في تاريخ الجنوب الحديث، حيث استهدفت تأمين مديريات الوادي والصحراء وملاحقة عناصر الإرهاب والتهريب.
تأمين السيادة: تهدف العملية إلى فرض واقع جديد ينهي حالة الانفلات الأمني التي عانى منها الوادي لسنوات.
قطع دابر الإرهاب: النجاحات الميدانية لهذه العملية أسهمت بشكل مباشر في تضييق الخناق على المليشيات الإرهابية التي تتخذ من بعض مناطق الوادي منطلقًا لعملياتها.
تمكين النخبة الحضرمية: تمثل هذه العملية المطلب الشعبي الأساسي المتمثل في تسليم الملف الأمني بالكامل لقوات النخبة الحضرمية والأمن العام من أبناء المحافظة.
الوفاء للشهداء هو البوصلة
إن مشهد رفع صور الشهداء في سيئون اليوم هو تجديد للعهد المقطوع لكل قطرة دم سقطت على أرض الجنوب. إنها رسالة مفادها أن شعب الجنوب العربي، من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا، متمسك بأهدافه الوطنية المشروعة، ولن يقبل بغير استعادة دولته كاملة السيادة وفاءً للأمانة التي تركها هؤلاء الأبطال.
ستظل صور عبد الوكيل، وإيهاب، وخالد، ورشيد، وغيرهم من قوافل الشهداء، شاهدًا حيًا على أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن فجر الاستقلال قادم لا محالة بتضحيات الأبطال وصمود المعتصمين في الساحات.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا















