تشهد العواصم الأوروبية حراكًا دبلوماسيًا وشعبيًا متصاعدًا تقوده الجاليات الجنوبية، في مشهد يعكس تلاحم أبناء الجنوب العربي في الداخل والخارج خلف مشروع التحرر الوطني واستعادة الدولة كاملة السيادة.
هذا الحراك، الذي اتخذ من لندن وبرلين منصات لإيصال صوت الشعب، يمثل ركيزة استراتيجية في مسار تدويل القضية الجنوبية وتثبيت حق تقرير المصير كاستحقاق لا يقبل التأجيل.
لندن وبرلين: رسائل سياسية من قلب القارة العجوز
لم تكن التظاهرات التي شهدتها المدن الأوروبية مجرد وقفات تضامنية، بل كانت “استفتاءً خارجيًا” يجدد التفويض الشعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي.
تظاهرة لندن: الصوت الجنوبي في عاصمة القرار
في قلب العاصمة البريطانية لندن، احتشد المئات من أبناء الجنوب الذين توافدوا من مختلف المناطق البريطانية. رفع المتظاهرون أعلام الجنوب العربي، مرددين هتافات هزت أركان الساحات اللندنية، مؤكدة على:
حق تقرير المصير: المطالبة بالاستقلال كحق قانوني وتاريخي كفلته المواثيق الدولية.
مناشدة المجتمع الدولي: دعوة القوى الكبرى للاستماع لصوت الشارع الجنوبي وتجاوز سياسات التهميش التي استمرت لعقود.
وقفة برلين: نحو إعلان الاستقلال الثاني
وفي العاصمة الألمانية برلين، نظمت الجاليات الجنوبية وقفة تضامنية حاشدة ضمت مغتربين من مختلف دول الاتحاد الأوروبي. تركزت المطالب في هذه الوقفة على ضرورة إعلان الاستقلال الثاني، في إشارة واضحة لرفض استمرار “الوحدة اليمنية” التي يصفها الجنوبيون بالظالمة، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بالواقع السياسي الجديد على الأرض.
مباركة الانتصارات العسكرية: “المستقبل الواعد” وما بعدها
لم يغب المشهد الميداني عن شعارات الجاليات في الخارج، حيث بارك المشاركون في الفعاليات الانتصارات العسكرية الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية.
السيطرة على حضرموت والمهرة: أشاد أبناء الجالية بعملية “المستقبل الواعد” التي بسطت الأمن في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرين إياها خطوة مفصلية لتأمين السيادة الجنوبية.
قطع دابر الإرهاب والتهريب: أكد المتظاهرون أن تطهير هذه المناطق هو الضمانة الوحيدة لقطع طرق تهريب السلاح إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، مما يسهم في استقرار الأمن الإقليمي والدولي والملاحة في بحر العرب.
الدور الاستراتيجي للجاليات: نقل القضية من المحلي إلى العالمي
تمثل فعاليات الجاليات الجنوبية في الخارج “القوة الناعمة” للجنوب العربي، حيث تضطلع بأدوار عرب تايمامية في التعريف بالقضية ونقلها إلى فضاءات أوسع.
ركائز العمل الخارجي للجاليات:
التعريف بالقضية: تحويل معاناة الشعب الجنوبي من نزاع محلي إلى قضية إنسانية وسياسية عادلة تحظى باهتمام المؤسسات الحقوقية الدولية.
مواجهة التضليل: كسر محاولات التشويه أو التهميش التي تتعرض لها تطلعات الجنوبيين عبر تواصل مستمر مع وسائل الإعلام العالمية.
التكامل مع الداخل: يعمل النضال الخارجي كرافد مكمل للحراك الميداني في الداخل، مما يعزز من مشروعية المطالب ويمنحها صبغة عالمية.
وعي حضاري ووحدة في الرؤية
أثبت الحراك الجنوبي في أوروبا أن شعب الجنوب موحد في رؤيته ومستعد لإدارة دولته القادمة بأدوات حضارية. المتظاهرون في لندن وبرلين لم يكتفوا برفع الشعارات، بل قدموا نموذجًا للانضباط والتنظيم، مما يعكس نضجًا سياسيًا كبيرًا.
رفض الإقصاء والنهب: استنكرت الفعاليات استمرار النهب المنظم لثروات الجنوب العربي تحت مظلة الوحدة الفاشلة، وطالبت باستعادة الموارد لخدمة التنمية في الجنوب.
الحوكمة والتمثيل: أكدت الجاليات أن المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي القادر على قيادة السفينة نحو الاستقلال وبناء مؤسسات الدولة الحديثة.
الاستقلال خيار لا رجعة عنه
إن التحركات المتزامنة لأبناء الجنوب في كبرى العواصم الأوروبية تبعث برسالة قوية لا لبس فيها: “شعب الجنوب لن يقبل بأقل من استعادة دولته”. هذه الفعاليات تؤكد أن المسار التحرري الجنوبي بات يمتلك أذرعًا قوية في الخارج قادرة على الضغط السياسي والدبلوماسي.
ومع استمرار هذه الجهود المنظمة، تزداد القناعة الدولية بأن استقرار المنطقة مرهون بحل عادل وشامل للقضية الجنوبية، يبدأ من احترام إرادة الشعب المتمثلة في الاستقلال والسيادة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















