تعد نجاحات القوات المسلحة الجنوبية في تحرير وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة محطة وطنية مفصلية في مسار استعادة دولة الجنوب العربي.
لم تكن هذه الانتصارات مجرد تحركات عسكرية عابرة، بل جاءت استجابةً لمطالب شعبية وقبلية واسعة لإنهاء عقود من الانتهاكات التي مارستها قوات المنطقة العسكرية الأولى، وقطع شرايين تهريب السلاح لمليشيات الحوثي وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية.
ومع حلول عام 2025، انتقل الجنوب بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي من مرحلة “التحرير” إلى مرحلة “التثبيت والإصلاح”، واضعًا استراتيجية شاملة تضمن تحويل المنجزات العسكرية إلى واقع مستدام يلمسه المواطن في أمنه ومعيشته.
تثبيت الأمن وبناء المنظومة العسكرية “المهنية”
أمام استحقاقات المرحلة، يبرز التحدي الأهم في منع عودة مظاهر الفوضى. وتعمل القيادة الجنوبية حاليًا على:
إنشاء قوة أمنية من أبناء الأرض: تفعيل منظومة عسكرية ومهنية من أبناء حضرموت والمهرة حصرًا لتولي حماية مناطقهم، كونهم الأقدر على فهم تضاريسها وحماية نسيجها الاجتماعي.
الإدارة المدنية وتحسين الخدمات: تعزيز الحضور المؤسسي في قطاعات الكهرباء، المياه، الصحة، والتعليم، لتخفيف معاناة المواطنين التي تفاقمت خلال سنوات الاحتلال والإهمال.
الزُبيدي وإدارة “التوازنات الاستراتيجية”
برز دور الزُبيدي في إدارة ملفات حضرموت والمهرة بحنكة سياسية، مؤكدًا على ضرورة احترام “الخصوصية المحلية” للمحافظتين.
المسار الإقليمي والدولي
ضمن إدارة المرحلة، التقى الرئيس الزُبيدي ونائبه عبدالرحمن المحرمي بقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي. ركز اللقاء على:
توحيد الجهود: لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن الإقليم والملاحة الدولية.
الحراك الدبلوماسي: إيصال قضية شعب الجنوب إلى مراكز صنع القرار العالمي، وضمان حضورها القوي في أي تسوية سياسية قادمة.
المسار المحلي والخدمي
على الصعيد الداخلي، تابع الزُبيدي تنفيذ خطة الإصلاح والتعافي الاقتصادي، مشددًا على:
توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغاز المنزلي واستقرار أسعار الصرف.
مضاعفة الجهود في الهيئات التنفيذية لضمان ثبات أسعار المواد الاستهلاكية.
ثورة الإصلاحات الاقتصادية والإدارية
يؤمن الزُبيدي أن الاستقرار الأمني لا يكتمل دون مؤسسات فاعلة. لذا، قاد سلسلة اجتماعات لتقييم أداء الوزارات (النقل، الصناعة، المياه، والأراضي)، مركّزًا على:
تفعيل الرقابة والمساءلة: للحد من مظاهر الفساد وضمان حسن إدارة الموارد العامة.
الاستثمار في العنصر البشري: تسريع ملفات التوظيف، التسويات، وتثبيت المتعاقدين، باعتبار الكادر الوظيفي المستقر هو حجر الزاوية في بناء الدولة.
تطبيع الأوضاع في المهرة ووادي حضرموت
أسفرت التوجيهات الرئاسية عن نجاحات ميدانية كبرى في المهرة ووادي وصحراء حضرموت، تمثلت في:
قطع خطوط التهريب: السيطرة على المنافذ التي كانت تستخدمها المليشيات الحوثية لتهريب السلاح والمخدرات.
تمكين الشركاء المحليين: تعزيز الشراكة مع السلطات المحلية لتمكين أبناء هذه المناطق من إدارة شؤونهم بأنفسهم وفق أطر قانونية.
معركة القضاء على الحوثي: “أولوية لا تقبل المساومة”
جدد الزُبيدي تأكيده أن القضاء على المليشيات الحوثية هو “أولوية وطنية قصوى”. وفي اتصال هاتفي مع الفريق طارق صالح، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، تم التأكيد على:
تنسيق الجهود المشتركة: رفع مستوى التعاون بين مختلف القوات لمواجهة الحوثي والقاعدة.
المناطق المحررة كقاعدة انطلاق: اعتبار استقرار الجنوب هو المنطلق الحقيقي لتحرير صنعاء وتطهيرها من دنس الإمامة.
ووجه الرئيس رسالة صارمة للقوى المترددة، مؤكدًا أن “الأيادي المرتعشة لا تصنع نصرًا”، وأن المرحلة تتطلب قيادة شجاعة لاتخاذ قرارات مصيرية.
تمثل تحركات الزُبيدي في 2025 رؤية استراتيجية تتجاوز البعد العسكري إلى بناء “دولة المؤسسات”. إن تحرير المهرة ووادي حضرموت كان البداية، أما النجاح الحقيقي فيكمن في ترسيخ الأمن، وتحقيق التنمية، وتوحيد الصفوف لخوض معركة الخلاص الوطني الشاملة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















