يمثل منح شعب الجنوب العربي حق تقرير مصيره الخطوة الجوهرية والأساسية نحو كسر دائرة الصراع المزمنة التي عصفت بالمنطقة لعقود. وبحسب القراءات السياسية الراهنة، فإن هذا الاستحقاق ليس مجرد مطلب فئوي، بل هو صمام أمان لمنع تجدد التوترات السياسية والأمنية، ومدخل إلزامي لإرساء دعائم سلام دائم يقوم على العدالة والشرعية الدولية.
الدروس التاريخية: الإقصاء كوقود للصراعات
لقد أثبتت التجارب التاريخية المريرة أن سياسة الإقصاء الممنهج وتجاهل إرادة الشعوب لا تؤدي إلا إلى تأجيج الخلافات وتصعيد المواجهات المسلحة. وفي المقابل، فإن الاعتراف بالحقوق المشروعة يوفر إطارًا قانونيًا واضحًا للتسوية السلمية ويضمن استقرارًا طويل الأمد.
إن منح هذا الحق لشعب الجنوب العربي يُعد خطوة إستراتيجية نحو بناء منظومة أمنية إقليمية متماسكة، تحترم إرادة الشعوب وتنهي حقبة “الوحدة القسرية” التي أثبتت فشلها على أرض الواقع.
الحراك الجنوبي: إرادة شعبية عابرة للحدود
يعكس الحراك الجنوبي الحالي، بتنظيمه العالي وانضباطه السلمي سواء في الداخل أو في المهجر، أن القضية الجنوبية ليست مطلبًا نخبويًا أو طارئًا. إنها تعبير عن رغبة شعبية عميقة وجذرية في استعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة.
مميزات الفعاليات الجماهيرية الجنوبية:
التنظيم والانضباط: القدرة على الحشد المليوني السلمي الذي يبعث برسائل حضارية للعالم.
وضوح الهدف: التأكيد على أن حقوق الجنوب العربي غير قابلة للتجاهل أو التأجيل.
الشرعية الشعبية: الالتفاف منقطع النظير حول المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي للقضية.
الأبعاد السياسية والقانونية لحق تقرير المصير
تتجلى أهمية هذه الخطوة في قدرتها على توحيد الصفوف وتوضيح الأولويات أمام المجتمع الدولي والقوى الإقليمية.
البعد السياسي:
المطالبة بحق تقرير المصير هي مسار يعالج جذور الأزمة من أساسها، ويوفر إطارًا وطنيًا للحوكمة والمساءلة، ويضمن حق المواطن الجنوبي في المشاركة الحقيقية في إدارة شؤونه بعيدًا عن المركزية القمعية.
البعد القانوني:
تستند هذه المطالب إلى الأطر والمواثيق الدولية المعترف بها، والتي تكرس حقوق الشعوب في اختيار نظامها السياسي والاقتصادي، مما يحول دون تجاوز إرادتها أو فرض حلول منقوصة عليها.
الجنوب العربي والشرعية الدولية: فرصة للتسوية العادلة
يمنح المضي في المسار السلمي لاستعادة الدولة المجتمع الدولي فرصة ذهبية للمساهمة في تسوية عادلة ومستدامة. إن الاعتراف بالحقائق على الأرض يقلل من احتمالات الانفجار المستقبلي للنزاعات، لأنه يعالج المظالم التاريخية ويؤسس لدولة قوية قادرة على:
حماية الممرات المائية: تأمين خليج عدن ومضيق باب المندب.
ضمان حقوق المواطنين: بناء دولة مؤسسات تحمي الحريات العامة.
تعزيز السلم الدولي: التحول من منطقة صراع إلى شريك دولي فاعل في التنمية ومكافحة الإرهاب.
خيار السلام والتحرر
إن دعم مطالب شعب الجنوب العربي وتحويلها إلى واقع سياسي وقانوني ملموس هو الاستثمار الأفضل لمستقبل الاستقرار في المنطقة. إن العالم اليوم مطالب بالاعتراف بمبدأ احترام حقوق الشعوب كقيمة أساسية في السياسة الدولية، ودعم المسار التحرري السلمي الذي يعكس إرادة الملايين في الجنوب العربي.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















