تتصدر مدينة سيئون بقلب وادي حضرموت المشهد السياسي في الجنوب العربي، حيث يواصل مخيم الاعتصام الشعبي المفتوح زخمه الجماهيري الواسع لليوم الخامس عشر على التوالي.
ويأتي هذا الحراك في ظل توافد قبلي غير مسبوق، وإجماع شعبي وسياسي على ضرورة استكمال خطوات التحرير والاستقلال، والالتفاف حول القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي لفرض واقع سياسي جديد ينهي عقودًا من الإقصاء.
قبائل حضرموت: انضمام “بالعبيد” وآل “كندة” يرجح الكفة
شهد مخيم الاعتصام حدثًا مفصليًا بانضمام وفد كبار مشايخ قبائل بالعبيد، يتقدمهم الشيخ علي بن كرامة بالعبيد، الذي أعلن وقوف القبيلة الكامل إلى جانب المعتصمين. وأكد الوفد أن الانتصارات العسكرية الأخيرة في وادي حضرموت تمثل نقطة تحول تاريخية، مشددين على أن إعلان دولة الجنوب العربي بات استحقاقًا وطنيًا لا يقبل التأجيل.
وفي السياق ذاته، استقبل الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، وفد قبيلة آل كندة العريقة. وأشاد الكثيري بالدور النضالي للقبيلة، مؤكدًا أن حضرموت تمر بمرحلة سيادية تتطلب توحيد الصف لضمان إدارة أبناء المحافظة لأرضهم ومواردهم بعيدًا عن هيمنة القوى الخارجية.
عهد جديد في وادي حضرموت: إنهاء الجبايات ووقف الثأر
خلال لقائه بمقادمة دلل شبام القديمة، أطلق علي الكثيري تصريحات طمأنت الشارع الحضرمي، مؤكدًا أن الوادي دخل عهدًا جديدًا من الحرية بعد طرد عناصر المنطقة العسكرية الأولى.
أولويات المرحلة القادمة في الوادي:
تثبيت الأمن: عبر انتشار قوات النخبة الحضرمية في كافة مدن ومناطق الوادي والصحراء.
المعالجات الاقتصادية: إنهاء نظام الجبايات وضرائب القات التي كانت تذهب لجيوب عرب تايمفذين.
السلم الاجتماعي: العمل الجاد على إيقاف قضايا الثأر التي تم تغذيتها في المراحل السابقة لتمزيق النسيج المجتمعي.
الدعم الطبي والإنساني: مبادرة الزُبيدي
بالتوازي مع الحراك السياسي، برز الجانب الإنساني من خلال تسليم الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بوادي حضرموت مساعدات طبية وإسعافية عاجلة لمستشفيات سيئون والقطن. وتأتي هذه المنحة بمبادرة من اللوء عيدروس الزُبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، لتخفيف معاناة المرضى وتعزيز قدرات القطاع الصحي الذي عانى طويلًا من التهميش.
[صورة توضح استلام المساعدات الطبية في مستشفى سيئون العام]
تأييد رسمي واسع: مصلحة الضرائب والوزارات تنضم للحراك
في خطوة عكست حجم الانهيار في منظومة “الشرعية الوهمية”، أعلنت مصلحة الضرائب وعدد من الوزارات السيادية دعمها الكامل لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي الرامية لإعلان الدولة. ويرى مراقبون أن هذا التأييد الرسمي يمنح التحركات الجنوبية شرعية مؤسساتية قوية أمام المجتمع الدولي، ويؤكد أن مؤسسات الدولة في الجنوب باتت تدار بإرادة وطنية جنوبية خالصة.
المهرة على الخط: تعزيز اللحمة الجنوبية في “حات”
لم تكن محافظة المهرة بعيدة عن هذا الحراك، حيث عقد عبدالرحيم الصادق، رئيس انتقالي المهرة، لقاءات تشاورية مع مشايخ ووجهاء مديرية حات. وأكد اللقاء على أهمية الحفاظ على السلم الاجتماعي وتوحيد الصف المهري والجنوبي لمواجهة التحديات الأمنية والخدمية، مؤكدين أن المهرة جزء لا يتجزأ من المشروع الوطني الجنوبي.
الجنوب العربي يرسم ملامح السيادة
إن المشهد في سيئون، والتحركات في المهرة، والتأييد المؤسسي في عدن، كلها مؤشرات تؤكد أن قطار استعادة دولة الجنوب العربي قد انطلق ولن يتوقف. إن الالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة الجنوبية يمثل الضمانة الوحيدة للانتقال إلى عهد يسوده القانون والعدالة والشراكة الوطنية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















